اجتمع المشاركون في المؤتمر العربي الأوروبي حول الهجرة السرية، المنعقد في لاهاي من قبل مؤسسة المنتدى العربي يومي 1 و 2 مايو / آيار 2010، وناقشوا ستة قضايا وثيقة الصلة بموضوع المؤتمر، هي: 1-السياسة الأوروبية إزاء الهجرة السرية بين المعالجتين الأمنية والتنموية 2- أسباب الهجرة السرية من الضفة الجنوبية إلى الضفة الشمالية للمتوسط 3- الهجرة السرية و منظمات حقوق الإنسان 4- دور منظمات المهاجرين في محاربة الهجرة السرية 5- الهجرة السرية في وسائل الإعلام العربية والأوروبية 6- الحلول الممكنة للهجرة السرية في دول الجنوب: الديمقراطية والتنمية واتفق المشاركون الذين يمثلون مؤسسات أكاديمية و إعلامية ومنظمات أهلية وحقوقية عربية وأوربية، على إعلان “وثيقة لاهاي حول الهجرة السرية”، التي تتضمن مجموعة من التوصيات الموجهة إلى الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، في المجالين العربي والأوربي، من أجل المساعدة على تبني سياسات أكثر عدالة وإنسانية وارتباطا بالحاجات التنموية والأمنية لدول المنطقة، سواء المتقدمة منها أو السائرة في طريق النمو. والتوصيات المتفق عليها بين المشاركين هي: 1- ان سياسة تشييد الأسوار حول الحدود الدولية وتكثيف دوريات الحراسة على السواحل الأوربية الجنوبية و تحويل المنظومة الاتحادية إلى ما يشبه القلعة الحصينة، سياسة غير موفقة في وضع حلول حقيقية وجذرية لظاهرة الهجرة السرية. 2- ان النظرة السائدة في أوروبا للمهاجرين السريين، باعتبارهم مجرمين، وتوجيه التشريعات الأوربية والوطنية في اتجاه تكريس هذه النظرة السلبية لشريحة من البشر، يعد مخالفا لمواثيق حقوق الانسان الدولية والمحلية، كما يساعد على توفير بيئة خصبة لتنامي الأفكار والمشاعر العنصرية والمتطرفة لدى الجانبين، و يعطل مشاريع الحوار بين الثقافات والحضارات. 3- ان السبب الرئيسي في تنامي ظاهرة الهجرة السرية، هو حالة الافلاس التنموي الذي وصلت إليه غالبية دول الضفة الجنوبية للمتوسط، و أن العلاج الحقيقي والفعال للظاهرة لن يكون إلا من نفس طينة الداء، حيث لا مجال لإيقاف سيول قوارب الموت المتجه شمالا، إلا بإيجاد حل حقيقي وفعال لمعضلة التنمية في الدول المصدرة للهجرة. 4- ان وقوع دول الضفة الجنوبية للمتوسط تحت هيمنة أنظمة ديكتاتورية وشمولية، أجهزتها غارقة في الفساد وسياساتها المتبعة معوقات كبرى أمام التنمية، يعد أحد أهم أسباب الهجرة السرية، وان استمرار الحالة السياسية على ما هي عليه في هذه الدول، سيعني مزيدا من انسداد أفق الأمل أمام الشرائح الاجتماعية الشابة المؤهلة أكثر من غيرها للهجرة السرية، وسيفضي إلى مزيد من المرشحين لركوب البحر في مغامرات يائسة وقاتلة. 5- ان الخط التحريري لوسائل الإعلام في تغطية الشؤون الأوروبية و سلوك المهاجرين لدى عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، يتحمل جزء من المسؤولية عن تنامي ظاهرة الهجرة السرية، حيث يقود إلى تغذية الأوهام عن الجنة الموعودة و تكريس صورة مغلوطة عن حقيقة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها غالبية أبناء الأقليات المهاجرة في أوربا. و في هذا السياق، فإن وسائل الإعلام الأورو-متوسطية مدعوة إلى إنشاء آلية للتنسيق والحوار فيما بينها حول الكيفية المثلى لتناول قضية الهجرة السرية وسائر المشكلات المتصلة بها. كما هي الدعوة إلى إنشاء مركز أورو- متوسطي للتوثيق متخصص في قضايا الهجرة. 6- ان الالتزام الأوروبي تجاه الديمقراطية وحقوق الانسان، لا يجب أن يقل في مصداقيته عن الالتزام الأوربي حيال مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فظاهرة الهجرة السرية تتطلب شركاء ملتزمين بنفس التوجهات التنموية الشاملة التي تربط بين الديمقراطية والتنمية، لإيجاد حل جذري لها، فعندما يجد شباب الجنوب فرصا للعيش الكريم في بلدانهم، في ظل أنظمة سياسية تعترف بحقوقهم كمواطنين أسوياء وشركاء في الوطن، لن يفكروا حينها في المغامرة بِأرواحهم وتعريض أنفسهم وبلدانهم لمآسي إنسانية عميقة. 7- ان الدول الأوروبية مطالبة بالتزام المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الانسان، وخصوصا تلك المتضمنة لمواد متعلقة بحقوق المهاجرين، كمعاهدة أوربا لحقوق الإنسان، مثلما هي مطالبة باحترام الحقوق الأساسية للمهاجرين السريين وأبنائهم، كالسكن والتعليم والعلاج والتأهيل. فضلا عن دعوة الاتحاد الأوربي لإنشاء لجنة تقصي حقائق حول الهجرة السرية، ودعوة مجلس حقوق الإنسان لتكوين لجنة تعنى بحقوق المهاجرين في مراكز الاعتقال الإداري. 8- ان الدول الأوروبية مطالبة بتسوية الأوضاع القانونية لكل مهاجر سري مر على وجوده في أوربا خمس سنوات، و مراجعة التشريعات والإجراءات المتعلقة بمنح الإقامة والتأشيرة للأجانب، بما يحول دون تحول بعض المهاجرين من حالة شرعية إلى حالة غير شرعية، و يؤدي إلى إضعاف النظرة الأمنية وتقوية النظرة الحضارية والإنسانية في التعامل مع قضايا الهجرة. 9- ان دول الجنوب المصدرة للمهاجرين مدعوة لتوفير الرعاية القنصلية والحقوية لمواطنيها من المهاجرين السريين، وعدم التخلي عن حقوقهم خصوصا في مراكز الإيواء والتحفظ الإداري، والعمل على إحداث صناديق دعم محلية ووطنية وإقليمية لمساعدتهم، و التعهد بحفظ كرامة أجسادهم في حالة الوفاة بالتكفل بنقلها على نفقة الدولة إلى بلدانهم الأصلية، و الاستفادة من النموذج التونسي في هذه الحالة، حيث تلزم القوانين التونسية مصالح وزارة الخارجية بإعادة جثمان المهاجر التونسي أينما كان إلى أرض الوطن على حساب الخزينة العامة. 10- ان دول ضفتي المتوسط مدعوة إلى مكافحة مافيات الهجرة السرية وتجار البشر والجريمة المنظمة، والتفريق بشدة بين الضحايا من المهاجرين السريين و عصابات المهربين والسماسرة والمجرمين، كما هي مدعوة إلى التعاون مع منظمات المهاجرين ومؤسسات المجتمع المدني و الهيئات الحقوقية من أجل خلق آليات وخلايا تفكير وحوار حول ظاهرة الهجرة السرية وبناء قنوات مشتركة لإيجاد المخارج والحلول اللازمة. 11- ان الدول الأوروبية ملزمة بالاتفاق مع نظيراتها في الضفة الجنوبية للمتوسط على وضع آليات لمراقبة التصرف في المساعدات المخصصة للتنمية وضمان وصولها للمعنيين بها وضمان الشفافية في إدارة المشاريع التنموية، وتحفيز المهاجرين على استثمار أموالهم ومدخراتهم في مناطقهم الأصلية، بل تشجيعهم للعودة إلى بلدانهم الأم كفاتحين تنمويين، والاستفادة في هذا المجال من النموذج التركي. 12- ان دول الضفة الجنوبية للمتوسط معنية بإدماج برامج توعوية حول مخاطر الهجرة السرية في البرامج التعليمية، كما هي معنية بتنفيذ حملات إعلامية للشباب بهدف مساعدتهم على عدم السقوط في براثن مافيات التهريب، والاستعانة في ذلك بأعمال فنية وسينمائية تتناول قضايا المهاجرين. المشاركون في المؤتمر: 1- د. خالد شوكات، رئيس المنتدى العربي في هولندا (منظم المؤتمر) 2- د. أحمد القديدي، رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس 3- د. محمد البشاري، أمين عام المؤتمر العربي الإسلامي في أوروبا 4- د. محمد القريشي، باحث في العلاقات الدولية واستاذ بجامعة ليل الفرنسية 5- أ.د. صلاح الفرطوسي، أكاديمي عراقي مقيم في هولندا 6- د. عيسى بوقانون، إعلامي جزائري، جامعة ليون الفرنسية 7- د. التجاني بولعوالي، نائب رئيس جامعة لاهاي العالمية 8- أ. منصف السليمي، صحافي بمؤسسة دوتشفيليه الألمانية 9- أ. عبد الوهاب الهاني، ناشط حقوقي، عضو اللجنة العربية لحقوق الإنسان بباريس 10- أ. عبدو لمنبهي، رئيس المركز الأورو-متوسطي للهجرة والتنمية 11- أ. محمد بنميمون، باحث مغربي في شؤون الهجرة 12- أ. حسونة المنصوري، ناقد سينمائي تونسي، مؤسسة فيلم من الجوار في روتردام 13- علي النهاري، الفيدرالية العامة للمسلمين في فرنسا 14- محمد الناجح النوري، عضو الهيئة الإدارية للمنتدى العربي في هولندا 15- ابراهيم درعاوي، إعلامي مغربي مقيم في هولندا 16- محمد حياوي، صحافي وإعلامي عراقي مقيم في هولندا