قد يحدث الإتفاق على أن ظاهرة الباعة المتجولين هي ظاهرة ناتجة عن الوضع المزري الذي تتخبط فيه عدة أسر نتيجة عدم إيجاد فرص للشغل ليبقى الحل الوحيد هو الإلتجاء للبيع والشراء العشوائي بجنبات الشوارع واحتلالهم لجل الحدائق والساحات المجاورة لعدد من الفضاءات بما فيهاالمساجد لعرض سلعهم المتداولة بين المواطنين كالخضر والفوكه والثياب والأدوات المنزلية المستعملة، لكن مقابل هذا يتم السطو على الملك العمومي لتعم الفوضى ويختلط الحابل بالنابل وسط الصياح والكلام الساقط يصل صداه إلى داخل مقصورات أئمة المساجد، وكثيرة هي المشاكل التي أصبح المواطنون والمصلون يشمئزون منها وبالخصوص ما أصبح يشاهده ويسمعه كل من اتجه لأداء الصلاة بمسجد «عويضة» قرب سوق طارق من صياح عبر مكبرات الصوت المصحوب بالكلام النابي الناتج عن إصطدامات الباعة المتجولين المحتلين للساحة المجاورة للمسجد والمسماة بساحة الفنا وتعد فضاء تابعاً لحرمة المسجد. وعلى إثر هذه الفوضى تدخلت السلطة المحلية بأمر من عامل مقاطعات سيدي البرنوصي/سيدي مومن وتم إخلاء الساحة بصعوبة شديدة نظرا للمقاومة التي إلتجأ إليها الباعة من خلال الوقفات الإحتجاجية والإحتكاك برجال السلطة مع السب والشتم القبيح في حق قائد المقاطعة 46 وأعوانه وكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه بعد أن هاجم أحد الباعة القائد السالف الذكر لولا تدخل الشرطة الحضرية ليتم إعتقاله وتحرير محضر في النازلة. الإعتقال لم يمر عليه يوم واحد ليتم الإفراج عنه من طرف النيابة العامة مما خلق جوا من التذمر والإحباط في نفوس المسؤولين والمواطنين على حد سواء واعتبروه إهانة في حقهم وخصوصا بعد أن تم حمل البائع المفرج عنه فوق أكتاف الباعة والطواف به وسط الأزقة المجاورة للمسجد مستفزين المواطنين والمصلين بالخصوص الذي عبروا عن سخطهم واعتبروا أن ما قامت به النيابة العامة منافيا لدولة الحق والقانون مع مطالبتهم لتدخل الوكيل العام.