عقد المكتب الجهوي لجهة مكناس تافلالت أخيرا لقاء بمدينة ميدلت لمناقشة جدول أعمال حافل واستكمال هيكلة المكتب والتباحث حول الآفاق المستقبلية لأنشطة المكتب الجهوي. وأكد محمد الأنصاري منسق الجهة أن هذا اللقاء يأتي في سياق دعم حزب الاستقلال لإقليم ميدليت الفتي وتفعيل انطلاق عمل المكتب الجهوي في إطار من المسؤولية والنقاش السياسي المحلي ومقاربة القضايا التي تهم الجهة، مضيفا أن هذه الحلقة في سلسلة الهياكل الحزبية تلعب دورا مهما بين القيادة والمناضلين، خاصة وأن الجهة تضم ثمانية أعضاء في البرلمان مما يعطي للمكتب الجهوي دفعة قوية وموطىء قدم للإحاطة بالانشغالات في الجهة والعمل على تسويتها. ونوه محمد الأنصاري بجهود المناضلين بإقليم ميدلت لاحتضان هذا اللقاء، واستضافة الحلقة الدراسة للفريق الاستقلالي بمجلس النواب حول تنمية المناطق الجبلية مما يؤكد مكانة هذا الإقليم لدى حزب الاستقلال، والذي تمكن فيه من تحقيق نتائج مشرفة. وتطرق محمد الأنصاري عضو اللجنة التنفيذية إلى حصيلة حزب الاستقلال في الحكومة والتي تشرف المناضلين الاستقلاليين، وتشرف الناخبين الذين وضعوا ثقتهم في حزب الاستقلال حتى ينفذ المضامين المحورية في برنامجه الانتخابي الذي تعاقد من خلاله مع الهيئة الناخبة. وذكر إثر ذلك بأطوار المجلس الوطني الأخير للحزب والذي تميز بكلمة هامة للأمين العام، حيث أكد على الاكتساح الإيجابي الذي يحققه المقترح المغربي على المستوى الدولي وهو ما يعكس مدى جديته وموضوعيته لحل مشكل عمر طويلا، وفي هذا الاتجاه تسير الدبلوماسية البرلمانية والحزبية وأوراش الإصلاحات والتنمية في كل الربوع وفي طليعتها الأقاليم الجنوبية. وأشاد محمد بلماحي الكاتب الجهوي بوحدة صفوف المناضلين الاستقلاليين بالجهة وروحهم العالية لمواكبة كل التطورات السياسية والتنموية والإسهام فيها على المستوى المحلي في الجماعات المشكلة للجهة سواء في موقع الأغلبية أو المعارضة، مذكرا أن جهود المناضلين الاستقلاليين ومفتشي الحزب وبروز عملهم السياسي الواعي في منطقة ميدلت جعلها تتشرف بزيارة جلالة الملك وحظيها على المستوى الترابي برتبة إقليم. اللقاء كان مناسبة لاستعراض عدد من المعطيات القانونية والمجالية من خلال عرض ألقاه محمد بلماحي تحت عنوان «دور الجماعات المحلية والهيئات المنتخبة في تفعيل التنمية الجهوية» وأوضح أبعاد اللامركزية الترابية والشخصية المعنوية للجهة ودورها في بلورة مخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتدبير الجبايات والأملاك وإعداد التراب وتسيير المرافق والتجهيزات، إضافة إلى الارتقاء بالعمل الاجتماعي والثقافي والبيئي وإرساء آليات التعاون والشراكة في اتجاه تقعيل مبدأ التضامن والتكامل. إثر ذلك تم فسح المجال لتدخلات أعضاء المكتب الجهوي الذين تناولوا عددا من القضايا الوطنية والمحلية في مقدمتها الجهوية الموسعة والتنمية الفلاحية والسياحية وتأهيل العنصر البشري والتواصل بين فروع حزب الاستقلال بالجهة، وخلق الأقطاب بالجهة كذلك. وأوضح محمد الأنصاري أن لجنة حزب الاستقلال قدمت للجنة الملكية رؤية متكاملة منبثقة من مرجعيات وثوابت وأدبيات حزب الاستقلال ارتكازا على تراث الزعيم علال الفاسي، مضيفا أنه تم التركيز على اعتماد مجالس اقتصادية واجتماعية في كل جهة لضمان الاستشارة والخبرة بالنسبة للبرلمان الجهوي المتمثل في المجلس الجهوي، وانتخاب أعضاء المجلس الجهوي من طرف الناخبين وأن يكون الرئيس مقترحا من المنتخبين، وتوكل إليه مهمة الآمر بالصرف، فضلا عن اعتماد آليات للمراقبة مثل الأسئلة على غرار ما هو معمول به في البرلمان، واقتراح 8 إلى 11 جهة وأكد أن هناك مبادرات لتوحيد الرؤى بين مكونات الكتلة في هذا المجال حتى تكون امتدادا للتنسيق السابق على مستوى التعديلات الدستورية وحقوق الانسان والمصالحة الوطنية. كما تطرق محمد الأنصاري إلى الجدل السياسي الذي أثارته أبعاد الإحاطة والتي هي آلية لتوجيه إشارات إلى الحكومة حول ما هو طارئ وإثارة الانتباه إليه بكلمات خفيفة لكن ثقيلة في محتواها على غرار مضمون الإحاطة التي تناولت العاصفة الرعدية في جهة مكناس والأضرار التي خلفتها. وأشار إلى أن المعارضة الهادفة والتاريخ يشهد على ذلك كانت تهز أركان قبة البرلمان دون قذف أو مساس بالأشخاص وبذلك ساهمت المعارضة في بناء مغرب الديمقراطية والحريات والفعل السياسي الجريء في حدود الأخلاق السياسية الرفيعة. هذا وقد تمت المصادقة على نواب الكاتب الجهوي في الرشيدية وإفران وميدلت والحاجب واستكمال هياكل المكتب الجهوي بست لجن وفق الأقاليم الستة المكونة للجهة هي اللجنة الاقتصادية ولجنة الفلاحة ولجنة الإعلام ولجنة الجماعات المحلية ولجنة السياحة والبيئة والتنمية المستدامة واللجنة الاجتماعية والشباب والرياضة، وكان الإجماع حول تولي كل إقليم رئاسة لجنة على أن تمثل كل الأقاليم في اللجنة الواحدة. وأكد محمد بلماحي الكاتب الجهوي في ختام هذا اللقاء أن المعايير المعتمدة في تمثيلية اللجن توخت إبراز مؤهلات النخب المحلية والتي لا تستطيع إبراز كفاءتها على المستوى الوطني، حيث كانت لدى هؤلاء الأطر رغبة حثيثة في فرض وجودها والمساهمة في الملفات التي سينكب عليها المكتب الجهوي لتنمية الجهة وإثارة انتباه المسؤولين حولها، ليتأكد أن نظرة حزب الاستقلال كانت استباقية وثاقبة حين أعلن في المؤتمر الأخير عن ميلاد هذه المؤسسة الحزبية قصد الانفتاح على كل المناضلين.