عرقلت سحابة جديدة من الرماد منبعثة من بركان إيسلندا حركة الملاحة الجوية في كل من إسبانياوفرنسا والبرتغال، وأدت إلى تأجيل وإلغاء مئات الرحلات الجوية بين أوروبا وأميركا الشمالية. كما تغير مسار الرحلات لتجنب سحابة الغبار التي تمتد مسافة ألفي كلم بين آيسلندا وشمال إسبانيا. وأجبرت الرحلات الجوية على تغيير مسار خطها شمال غرينلاند أو الالتفاف حول إسبانيا جنوبا لتلافي السحابة البركانية التي يتوقع أن يتجه جزء منها شرقا. وطبقا للمنظمة الأوروبية لسلامة النقل الجوي (يوروكونترول) فإن نحو ستمائة رحلة تعبر المحيط الأطلسي بين أوروبا وأميركا الشمالية يوميا، حيث غيرت 40% من الرحلات طريقها باتجاه الجنوب، أما البقية فتجنبت آيسلندا شمالا. ورغم هذه الاضطرابات في حركة الطيران، فإنها لا تقارن بما أحدثته سحابة الرماد المنبعثة من بركان آيسلندا الشهر الماضي من إغلاق كامل للمجال الجوي الأوروبي لمدة خمسة أيام. وأعلنت سلطة الطيران المدني في إيطاليا أنها لن تسمح بمرور الرحلات الجوية على منطقة واسعة في شمال البلاد وذلك بسبب سحابة الغبار البركاني. وكانت إسبانيا أعلنت كذلك إغلاق 19 مطارا في شمال البلاد ، بينها مطار برشلونة الدولي، بسبب السحابة البركانية القادمة من آيسلندا. وبلغت جملة الرحلات التي ألغيت من مختلف المطارات الإسبانية نحو تسعمائة رحلة بما فيها أكثر من مائتي رحلة من مطار برشلونة، ثاني أكبر المطارات الإسبانية. وفي البرتغال المجاورة، ألغيت 125 رحلة كان من المقرر أن تنطلق من مطارات العاصمة لشبونة ، وبورتو في الشمال، وفارو في الجنوب أو تصل إليها. وفي فرنسا ، أعلن مطار مرسيليا إلغاء 15 رحلة وسط احتمال أن تبدأ مشاكل إغلاق المجال الجوي حتى ظهر الاثنين. كما أثرت السحابة البركانية على حركة الملاحة الجوية فوق شمال المحيط الأطلسي، مما أدى إلى اتخاذ بعض الرحلات خطوط سير جديدة للالتفاف على المناطق المتضررة مما سبب تأخيرات كبيرة. وعادة ما تقطع رحلة الطيران من نيويورك إلى العاصمة الفرنسية باريس 5800 كلم، ولكن تغير خطوط السير أضاف ألف كلم، وهو ما يحتاج إلى أكثر من ساعة طيران إضافية، وزيادة في صرف الوقود تبلغ 10%. يذكر أن بركان آيسلندا شل حركة الطيران فوق القارة الأوروبية ، وتسبب في إلغاء أكثر من مائة ألف رحلة في منتصف أبريل الماضي، مما أثر على ملايين المسافرين، وكبد شركات الطيران خسائر فادحة.