بمبادرة من رجال تعليم وموظفين وتجار وحرفيين تأسست جمعية النور بمقاطعات عمالة مولاي رشيد للتنمية. ومنذ ما يقرب من عشر سنوات وهي تعمل في صمت لمصلحة السكان بحيث يعتبر الحي الآن نموذجا راقيا في النظافة والهدوء والأمن.. وبمناسبة يوم الأرض فتحت الجمعية ورشا بيئيا انخرط في أنشطته جميع السكان بتلقائية وحماس لتجميل حيهم في جو احتفالي بهيج تخللته مأدبة غذاء ساهم السكان في تمويلها بتبرعات مالية. والجميل في هذه المبادرة انها لم تفرض على الجمعية من جهات مسؤولة ولكنها جاءت تلقائية أملتها روح المواطنة وانسجاما مع احتفالات المملكة بيوم الأرض.. وبعد تقويم طلب لقسم الشؤون العامة بالعمالة لاستخراج ترخيص قانوني من أجل تنصيب خيمة لاستقبال المدعوين ولتعليق لافتات تحسس السكان بمزايا النظافة. واستغلها أعضاء الجمعية فرصة لطرح بعض احتياجات الحي ومن ضمنها تشييد قاعة رياضية مغطاة ومدرسة ابتدائية. كما اتصل اعضاء الجمعية بشركة »ليديك« لتوزيع الماء والكهرباء التي مدتهم بعمالها المختصين في تطهير المواسير واتصلوا بشركة »يوجيديما« للنظافة التي وضعت رهن إشارتهم بعض عمالها بمعداتهم للمساعدة في غرس الاشجار وتشطيب الازقة والشوارع كما وزعت »18« صندوقا لجمع القمامة على قاطني المجموعات السكنية. إنها قدوة للنخب الواعية في كل حي للتحرك من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه بدل الركون والاستسلام لواقع الحال والاكتفاء بالنقد والشكوى والاستهزاء.. والتقزر من بشاعة منظر الازبال والاشمئزاز من روائحها وبدل البكاء على انعدام اخلاق الشباب وسوء تربيتهم وقلة حيائهم وبدل التأسف على تحطيم مقاعد مدرجات الملاعب وتهشيم زجاج الحافلات.. بعد المقابلات الرياضية وبدل القلق والغضب من ضجيج وخصومات ومشاحنات منتصف الليل فتأسيس جمعيات التنمية والتوعية في كل حي سيساهم في خلق أجواء الهدوء والنظافة والطمأنينة والمحبة والعشرة الطيبة بين السكان. يقول المثل الألماني: »لو أن كل انسان شطب باب داره.. فان الحي سيصبح نظيفا«، وتأسيسا على حكمة هذا المثل: فلو أن كل حي أصبح نظيفا فان المدينة ستبدو أجمل وأرقى.