توفقت عناصر الشرطة القضائية لأمن وادي زم في فك طلاسيم جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب في متقبل العمر وتمكنت من توقيف الجاني بعد 10 أيام من البحث والتحري المستمر والمضني بين أحضان وسط خيم عليه الكتمان والتحفظ والسرية التامة من قبل سكان حي المسيرة حيث مكان مسرح الجريمة، الأمر الذي خلف ارتياحا كبيرا في أوساط سكان المدينة. وتعود وقائع هذه الجريمة الغريبة الأطوار لمساء يوم 02/04/2010 عندما كان مجموعة أفراد يتناولون الخمر حيث شب بين اثنين منهم خصام انتهى بقتل أحدهما للآخر. وبمجرد توصل الشرطة القضائية بوادي زم خبر وجود شاب بمكان يطلق عليه سكان حي المسيرة »العسود لكحل« وسط ساحة شاغرة عند مدخل حي المسيرة من الجهة الجنوبية الغربية والثانوية الإعدادية الشهيد بنداود مصاب بجرح غائر على مستوى كتفه الأيسر بواسطة آلة حادة، انتقلت عناصر الشرطة القضائية الى عين المكان فوجدت المسمى قيد حياته عبد الحكيم بوعكاد من مواليد 1990 متزوج له أبناء مياوم بدون سوابق عدلية مستلقي على الأرض وبدون حركة، بعد المعاينة تم نقل الضحية إلى المستشفى المحلي محمد الخامس بوادي زم، فأكد الطبيب المداوم أن المعني بالأمر فارق الحياة، حينها تم فتح تحقيق وسط محيط الجريمة لم يفض إلى أية نتيجة لينصب أفراد الضابطة القضائية في بحثهم التمهيدي على المجاورين لمكان الجريمة بالإضافة الى عائلة الضحية ومرافقيه وأصدقائه أصحاب المحلات التجارية المجاورة، وكان من نتائجه أن شخصين شاهدا شابا يجري قرب مكان الحادث لكن تبين فيما بعد أنه ليس الجاني، وأمام استمرار هذا الغموض فتحت الشرطة القضائية تحقيقا مع كل الذين كانوا مع الهالك على إثر معلومات توصلت بها في هذا الشأن واستمعت إليهم في محاضر قانونية أولية من بينهم المسمى (ب.ع) مزداد سنة 1973 متزوج له أبناء سائق شاحنة لتوزيع قنينات الغاز ثم المسمى (ش.خ) من مواليد 1983 عازب ميكانيكي كما تم الاستماع إلى شخص ثالث ويتعلق الأمر بالمسمى (ب.ر) من مواليد 1987 عازب بدون مهنة، فتبين من خلال الاستماع إليهم أن هناك تناقضات في أقوالهم خاصة بالنسبة للمسمى (ش.خ) الذي أنكر في البداية وجوده مع المجموعة لكنه عاد ليعترف أنه كان يتناول معهم الخمر أما المتهم الثالث الذي سبق أن اتصل بأخ الضحية وأسر له بأن الشرطة القضائية تبحث عن شخص يدعى نور الدين مؤكدا له بأن هذا الأخير يوجد بالحي، لكن تبين فيما بعد أن المتهم الأول (ب.ع) هو الذي بعث المعني إل أخ الضحية الذي صرح بأن أحد الجيران اشتكى من أخيه الهالك الذي كان يتحرش بقاصرتهم وكان رفقة الجيران المسمى نور الدين، إلا أن الجيران أنكروا ما نسب إليهم وكان من بين الخيوط التي أدت إلى كشف بعض الغموض عن الواقعة هو ما صرحت به زوجة الهالك التي أكدت أنه مباشرة لما دخل زوجها الهالك الى المنزل أخبرها أن شخصا مصابا قرب الإعدادية وطلب منها الذهاب إلى المستشفى لتفقد حالته الصحية وأخبرت زوجها. بعد ذلك تمت مواجهة المشتبه فيهم فاعترف (ش.خ) بأنه رأى (ب.ع) يسير وراء الهالك عبد الحكيم بوعكاد وأنه أخرج سكينه من جربه وقصد الضحية وطعنه ولاذ بالفرار كما اعترف (ب.ر) بأنه كان خارج منزله يتبول بالساحة الشاغرة فرأى الضحية مع الجاني في حالة شجار تطور إلى اصابة الهالك بسكين. المعني بالأمر (ب.ع) اعترف في النهاية بفعله وصرح أنه فقط قام بالدفاع عن نفسه مدعيا أن الضحية عبد الحكيم بوعكاد هو من حاول الاعتداء عليه في البداية، وهكذا بعد الاستماع إلى هذا الأخير قدم رفقة كل من (ش.خ) و (ب.ر) في حالة اعتقال أمام السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بخريبكة بتهمة الضرب والجرح المفضي الى الموت بواسطة السلاح الأبيض بالنسبة ل (ب.ع) وجناية عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر وعدم التبليغ بالنسبة للمسميين (ش.خ) و (ب.ر).