انتقد بعض من منظمي مهرجان الفيلم الأمازيغي في نسخته الثالثة التي أقيمت أخيرا في مدينة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ولجنة التحكيم التي جاوز أعضاءها رقم الخمسين، عرض بعض الأفلام باللغة الفرنسية عوض الامازيغية في المهرجان. واستقر رأي لجنة التحكيم على منح الجوائز الأولى إلى أربعة أفلام ناطقة باللغة الامازيغية فقط، فكان أن فاز بالزيتونة الذهبية فيلم « تيتريت» أي نجمة الصباح لمخرجه المغربي محمد أومولود وفاز بالزيتونة الذهبية لأحسن ريبورتاج كمال حمادي عن فيلمه الذي يحكي مسيرة المغني القبائلي عبد الرزاق العربي الشريف، فيما فاز بجائزة الزيتونة الذهبية للفيلم القصير المخرج عمر بالقاسمي عن فيلمه : ديهية. و اعتبر محمد بجاوي وهو مخرج جزائري أن « السينما الأمازيغية في حاجة إلى إمكانات كبيرة كي تتمكن من أخذ مكانتها ضمن الصورة السينمائية العامة، فمجرد تنظيم مهرجان يحمل هذا الاسم لا يعني بالضرورة أننا أمام مهرجان يعكس الاسم على المسمى، و مشوار السينما الأمازيغية لا زال طويلا.» وأكد تقرير حول المهرجان أن وزارة الثقافة الجزائرية حاولت تعويض النقص الواضح في الإمكانات في كامل الأفلام المعروضة بتوفير أجواء احتفالية وفلكلورية في مدينة تيزي وزو، غير أن هذا الجهد لم يكن كافيا لإظهار عزوف الصحافة عن تغطية الحدث، لدرجة أن أخبار المهرجان لم تنقل بتفاصيلها ولم تظهر في وسائل الإعلام أسماء الفائزين ولا نوع الجوائز التي فازوا ، وهناك من انتقد الامر مؤكدا أنها صورة من الصور التي تعكس مدى الاهتمام بالثقافة الأمازيغية في الجزائر عامة. و علقت إحدى الصحفيات عن هذا الوضع بقولها: « لا يمكن التعويل على الوسائل الإعلامية الكبيرة كي تعكس ثقافة كان يتم نقلها طيلة سبعة آلاف عام عبر التواصل الشفاهي، و بهذا الأسلوب تم الحفاظ عليها، وهي كذلك في اللاشعور العام للشعوب المغاربية». و أضافت: « لقد عرضت أفلام أمازيغية أخرى في المهرجانين السابقين، من عامة الناس من يتذكرها أو يعرفها أو يعرف أبطالها؟». غير أن منظمي المهرجان، و بالتنسيق مع وزارة الثقافة الجزائرية قد أعلنوا عن نيتهم في تنظيم مهرجان آخر للفيلم الأمازيغي العام المقبل، ولم تحدد المدينة بعد، على أمل أن تكون أفلام العام القادم أحسن و أكثر ثراء و التزاما بالتعابير الأمازيغية المختلفة. و يرى ناقد سينمائي أن مشكلة الأفلام التي عرضت هذا العام هي الارتجالية والتسرع، وعدم أخذ الوقت الكافي لإنتاج الفيلم الأمازيغي الجيد، وعوض التفكير في كيفية عرض فيلم أمازيغي كيفما اتفق في مهرجان العام القادم، ينبغي أخذ الوقت الكافي لعكس الواقع الأمازيغي كما هو دون التعرض لكليشيهات تفسد الصورة الحقيقية للسينما الأمازيغية. وتنافس اثنا عشر فيلما على الزيتونة الذهبية، لمهرجان الفيلم الأمازيغي في نسخته الثالثة التي أقيمت في مدينة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية، مناسبة لاستعراض الحركية التي تعرفها مظاهر الثقافة الأمازيغية في الجزائر والمغرب. ويذكر أن الثقافة الأمازيغية تحظى باهتمام حكومي وشعبي كبيرين في المغرب والجزائر، ومن أبرز مظاهر ذلك الأهمية المتزايدة لتدريس اللغة الأمازيغية. ومن الملفت أن أساليب التعبير لهذه الثقافة تنوعت في السنوات الأخيرة في البلدين، فظهرت فنون جديدة عززت الإرث العريق لهذه الثقافة منها المسرح والسينما ومهرجانات تحتفل بهما.