بعد مضي سبع سنوات على اعتداءات11 شتنبر ، لا تزال الحرب مستمرة في افغانستان بين قوات واشنطن وحلفائها ، ومقاتلي «طالبان»، المدعومين من «القاعدة» في افغانستان ، فيما لا يزال العدو الاول للولايات المتحدة، اسامة بن لادن ، فارا ، ويتحدى الغرب. يرى انتوني كوردسمان ، الخبير في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ، انه بعد اطلاق حملة على الارهابيين الذين نفذوا الاعتداءات الاكثر دموية في التاريخ الاميركي موقعين حوالى ثلاثة الاف قتيل, فان «الولاياتالمتحدة بصدد خسارة الحرب على «طالبان» وتواجه عودة «القاعدة» الى الظهور» في المناطق القبلية الباكستانية. وبالرغم من انتشار حوالى سبعين الف جندي اجنبي في اطار القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن التابعة للحلف الاطلسي، والائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة, فان هجمات المتمردين تتضاعف منذ سنتين وتزداد ضخامة ونوعية, مثل الكمين الذي اودى بعشرة جنود فرنسيين في منتصف اغسطس الماضي. ويترافق تصاعد العنف هذا مع خسائر فادحة ، اذ قتل193 جنديا اجنبيا هذه السنة في افغانستان ، وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس. وكان العام2007 الاكثر دموية في صفوف القوات الدولية منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية2001 ، حيث سقط من عناصرها 232 قتيلا. وتفوق حصيلة الضحايا المدنيين هذا الحد بكثير ، اذ قتل منهم900 منذ يناير ، حسب مصادر افغانية, سواء في اعتداءات او باخطاء ارتكبتها القوات المسلحة. ويحظى عناصر «طالبان » بدعم من «تنظيم القاعدة» الذي اعاد تشكيل ملاذ له ، حسب الخبراء ، في مناطق نائية على الحدود الباكستانية الافغانية ، حيث رسخ تحالفه مع الناشطين الباكستانيين. وتستخدم «القاعدة» هذا الملاذ قاعدة عملانية «»»»لتدريب عملاء على ارتكاب اعتداءات في العالم الغربي«, وفق ما ورد في احد آخر تقارير اجهزة الاستخبارات الاميركية التي حذرت من ان «القاعدة »تبقى اكبر خطر ارهابي على الولاياتالمتحدة». وقال براين جنكينز، الخبير في مسائل الارهاب بمركز راند للدراسات ، «تحقق تقدم لا يمكن انكاره منذ11 شتنبر ضد القيادة المركزية للقاعدة وشبكة المجموعات التابعة لها. لقد جعلنا بيئتها العملانية اكثر صعوبة بكثير» و«منعنا وقوع اعتداءات». لكنه اضاف ان «قيادتها انتقلت الى باكستان، حيث تبقى الشبكة مصممة على تنفيذ هجمات نوعية». ويتهم العديد من المحللين ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بالاهمال. وقال بروس ريدل ، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية «سي اي ايه» ، انه «في شتاء2001 وعام2002 حين كانت القاعدة واقعة في شباكنا, كان يجدر بنا ان نسدد اليها الضربة القاضية. لكن عوضا عن ذلك ، حولنا قواتنا ومواردنا ومجهودنا الاستخباراتي من افغانستانوباكستان الى العراق». كذلك تتهم الولاياتالمتحدةباكستان ، المعروفة بانها حليف واشنطن الاكبر في«حربها على الارهاب» بالفشل في الاضطلاع بالمهام الملقاة على عاتقها, وتندد منذ اشهر بتساهل اسلام اباد. وقال ريدل «يبدو من المرجح ان تستمر الحرب في افغانستانوباكستان لاكثر من عقد ، وان تطرح مشكلة كبرى على الرئيسين المقبلين الاميركي والباكستاني». ولا يزال زعيم تنظيم «القاعدة»، اسامة بن لادن ، المتهم بتدبير اعتداءات11شتبر، فارا بالرغم من الوعد الذي قطعه بوش بالقبض عليه «حيا او ميتا», ولا تزال مكافأة قدرها25 مليون دولار معروضة لقاء اي معلومات تؤدي الى القبض عليه. وقال بروس ريدل «يسري اليوم في البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) ان مرتكب اكبر جريمة جماعية في تاريخ الولاياتالمتحدة سيبقى في نهاية المطاف الى ما بعد الرئيس الذي حصل كل شيء في ولايته».