أدى آلاف المسلمين من مختلف الجنسيات بالمسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة أول أمس عقب صلاة العشاء، صلاة الجنازة على شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي (رحمه الله)، الذي توفي صباح الأربعاء بمدينة الرياض. وتهافت أزيد من 1500 مقيم من المشيعين يتقدمهم السفير المصري بالمملكة محمود محمد عوف وعدد من مسؤولي السفارة المصرية، إلى جانب مسؤولين من المراسم الملكية من المدينةالمنورة، على مراسم التشييع. وفي مشهد مهيب أخذ نعش فقيد الأزهر الشريف يطفو على الرؤوس وصولا إلى مثواه الأخير في بقيع الغرقد بالمدينةالمنورة. وكانت أسرة الشيخ طنطاوي قد وصلت إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينةالمنورة لإلقاء النظرة الأخيرة على والدهم الراحل وسط أجواء سادها الحزن الذي خيم على الجميع. وبحسب جريدة الوطن السعودية، فإن المطلب الوحيد الذي ألح عليه شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي كان هو رقم الداعية السعودي الشيخ عائض القرني، ليشكره على قصيدته الأخيرة في حب مصر. وكان الشيخ الراحل قد وصل إلى الرياض عصر الثلاثاء الماضي، وفيما كانت السيارة التي أقلته من مطار الملك خالد الدولي تمر من أمام جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، قال لمرافقه مبديا إعجابه: هذه البلاد فضائلها دائما ظاهرة. ونعى البيت الأبيض رحيل شيخ الأزهر الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي وقال في بيان له صدر أمس إن د. طنطاوي كان صوتا مدويا للإيمان والتسامح ويتمتع باحترام في مصر والعالم الإسلامي والعالم كله، ومن قبل أولئك الذين ينشدون بناء عالم يقوم على الاحترام المتبادل، لافتا إلى أن الشيخ طنطاوي شارك في استضافة خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة في يونيو العام الماضي، وأنه يتذكر كرم الضيافة الذي أبداه. وترك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ثروة دينية وفكرية كبيرة والعديد من الملفات التي زخرت بها المكتبات الإسلامية في مصر والدول العربية والإسلامية. ومن أهم مؤلفاته «التفسير الوسيط للقرآن الكريم» والذي يقع في 15 مجلدا وأكثر من 7 آلاف صفحة وطبع منه عدة طبعات آخرها عام 1993 وكتبه في أكثر من عشرة أعوام ليكون تفسيرا للقرآن الكريم محررا من كل الأقوال الضعيفة ويشرح الألفاظ القرآنية شرحا لغويا مناسبا، ويبين أسباب النزول ويمتاز بسهولة اللفظ والشرح ويدرس بالمعاهد الأزهرية كلها.