زاد انفصاليو الداخل في وتيرة الاستفزازات بهدف افتعال الأحداث والأزمات وهو الأسلوب الوحيد المتبقي لقيادة جبهة البوليساريو الانفصالية لإثارة انتباه الرأي العام الدولي إليهم، وفي هذا السياق بادرت مجموعة من هؤلاء إلى السفر إلى مخيمات لحمادة في الجزائر والتقوا هناك مع القيادة العسكرية للجبهة الانفصالية وعادوا إلى مطار الدارالبيضاء، وكلهم يقين أن السلطات الأمنية المغربية ستباشر اعتقالهم لافتعال أزمة جديدة وخلق الحدث السياسي والإعلامي خصوصا بعدما قامت مجموعة المسمى التامك والمسماة أميناتو حيدر بنفس الأدوار سابقا. إلا أن الذي حدث أن السلطات المغربية تفطنت لهذا المخطط المدروس في الجزائر وفي مخيمات لحمادة، ولم تبد أية ردة فعل بعد عودتهم، وتلقى انفصاليو الداخل دوشا باردا جدا، فما كان منهم إلا العمل على الزيادة في وتيرة الضغط والاستفزاز بأن توجهوا إلى مدينة العيون ونظموا وقفات ومسيرات، وتعاملت السلطات الأمنية بهدوء مع ما حدث ووصل الحد إلى أن هؤلاء الأتباع المحركين من الجزائر ومن مخيمات لحمادة خرجوا أول أمس مع ثلة قليلة من الشباب اليافع والأطفال وبدأوا في استفزاز السكان وفعاليات المجتمع المدني، فكانت ردة الفعل كما ذكرت ذلك مصادر إعلامية أجنبية أن مجموعة من المواطنين وممثلين عن المجتمع المدني دخلوا في مشاداة مع المتسببين في الفوضى وتطور الأمر إلى مواجهات وصفت بالعنيفة اضطرت معها قوة الأمن إلى التدخل لتفريق المتظاهرين ووضع حد للفوضى، ومع كل ذلك حاولت قيادة الجبهة الانفصالية استثمار هذا الحدث ووجه رئيسها رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يستنكر ما حدث وحول الإعلام الجزائري موضوع الحادث ليقحمه في أطروحة تردي أوضاع حقوق الإنسان بأقاليمنا الجنوبية. والحقيقة أن الحادث كان يكتسي خطورة بالغة جدا على الاستقرار والأمن في المدينة حيث يبدو أن الانفصاليين خططوا لقيام فتنة بين السكان.