التفاتة أنيقة تلك التي وجهتها جريدة «العلم» لكل النساء المغربيات في عيدهن الكوني، ففي بادرة بطعم الاستثناء، اختار الزميل عبد الله البقالي، رئيس تحرير الجريدة، التنازل طوعا عن مقعد التدبير اليومي لشؤون صاحبة الجلالة: الصحافة، لفائدة زميلة لنا في المهنة، اختارت أن تعانق المتاعب منذ نعومة القلب ويناعة الأحلام.. ففي صبيحة الثامن من مارس، وغداة التهيئ اليومي للجريدة التي تتحول إلى مايشبه خلية نحل في سباق المسافات الطويلة مع الزمن قبل أن يحين موعد إقفال العدد، تسلمت الزميلة «زهور العميرات» زمام رئاسة التحرير، تماما كعادتها في التألق والتميز، وكانت مثلما «مايسترو» يضبط الإيقاع ويوزع المهام والتكليفات على سائر أعضاء الفريق الذي يتشكل من طاقم شاب يعمل جاهداً كي تخرج جريدة العلم في أفضل حلة، وكي تحافظ على ألقها الذي يقاس بمكيال الدقة والصرامة في كل شيء، بدءاً من صياغة خبروارد إلى اقتفاء أثر سبق صحفي، إلى تدبيج تحليل لايركب موجة الشعبوية أو الإثارة الرخيصة لطبيعة المرحلة، وما أدراك ماطبيعة المرحلة! إن اختيار الزميل عبد الله البقالي تسليم مهمته ليوم كامل لإحدى الصحافيات اللائي تميزن طيلة مسارهن المهني والإنساني، هو عربون دافئ عن مدى الحظوة التي تكتسيها «زميلاتنا» بين ظهرانينا، وهو دليل مابعده برهان، على أن «العلم» كانت ولاتزال، منبر الحداثة في أسمى معانيها، ومنبر الديمقراطية في أبهى صورها، ومنبر المهنية في أدق تفاصيلها..