بعد عودته بهزيمة صغيرة بطعم الفوز في خرجته نحو الأدغال الافريقية من قلب داكار أمام دياراف السنغالي، يستعد فريق الفتح الرياضي لخوض مباراة العودة الحاسمة اليوم السبت ابتداء من الساعة الخامسة مساء على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط لحساب إياب الدور التمهيدي لكأس الاتحاد الافريقي التي يسعى فيها الفريق الرباطي الى حسم النتيجة لصالحه إذ يكفيه تسجيل هدف وحيد ويتيم ليحمله إلى الدور الموالي من هذه المسابقة القارية المغرية أمام خصم سنغالي ليس بالقوي والصعب اجتيازه وفق ما قدمه من مستوى في مباراة الذهاب التي انتهت لفائدة دياراف بهدفين لواحد. ورغم أن كفة أشبال المدرب الحسين عموتة تبدو راجحة على الورق في هذه المواجهة الحارقة على اعتبار استفادتهم من عاملي الأرض والجمهور فإن الحذر واجب من تلقي هدف غادر يصعب من المهمة سيما أن دياراف سيلعب جميع أوراقه من أجل حجز بطاقة التأهيل. والأكيد أن الفريق الرباطي يعي جيدا صعوبة المواجهة وسيحاول المبادرة الى الهجوم والوصول مبكرا إلى الشباك بدون الوقوع في أخطاء مجانية قد تكلفه غاليا، لكن الفتح يبقى فريقا كبيرا بترسانته البشرية القادرة على قلب الموازين في أية لحظة لصالحها. وكشف الكثير من العورات الفنية داخل صفوف الخصم السنغالي، لذلك فالاحتياط واجب في لقاء مربوح على الورق، الا أن للمستطيل الأخضر كلمته ولواقع الميدان قراءة أخرى، كما أن المدرب عموتة يعي حجم المسؤولية وسيعتمد لا محالة على التشكيل الأساسي الذي غاب عن نزال الذهاب علما أن الهدف الذي سجله اللاعب جمال التريكي بالسنغال يزن ذهبا حيث بإمكان الفتح كسب بطاقة التأهيل، إذ يكفيه فقط هدف وحيد شريطة ألا يدخل شباكه أي هدف قد يؤزم الوضعية ويعيد اللقاء الى نقطة البداية. كل القراءات ترجح كفة الفتحيين لأنهم يعيشون أزهى أيامهم بعد تجاوزهم للبداية المتعثرة وعادوا ليصنعوا الأحداث ويخلقوا المفاجأة ويؤكدوا للكل أنهم قادمون بقوة على مستوى البطولة الوطنية، لأن جميع العناصر تعيش حالات جيدة بدنيا ونفسيا ومعنوياتهم مرتفعة ما يعني أن الشهية مفتوحة لمواصلة العطاء سيما أن نتيجة الذهاب تعطي الامتياز للفريق الفتحي وبنسبة كبيرة للعبور الى المحطة الموالية شريطة مسايرته للنزال بشكل جيد ودون تعثر، لأنه لا مجال للخطأ في اختبار اليوم علما أن حسم اللقاء في وقته القانوني ودون اللجوء الى الأشواط الإضافية أو ضربات الجزاء سيكون في صالح ممثل العاصمة الذي يبقى كل شيء بيد لاعبيه الذين سيكونون أمام محك حقيقي لكي يبحثوا عن تأهيل مستحق، إذا طبقوا تعليمات المدرب بالانضباط التكتيكي داخل رقعة الملعب وتجنب الوقوع في فخ الأخطاء مع خلق بناءات هجومية من شأنها أن تأتي بالهدف رغم صعوبة المهمة بحكم أن دياراف السنغالي لم يأتى الى الرباط من أجل السياحة بل سيعمل جاهدا للدفاع عن حظوظه كاملة في التأهيل من خلال مناوراته وبحثه عن هدف مباغث يضعه في مأمن. ويراهن الفريق الرباطي على الدعم الجماهيري في هذه المباراة التي تشكل حدثا تاريخيا للنادي خصوصا أنها تزامنت مع عيد المولد النبوي وهي دعوة صريحة ومفتوحة للجمهور الرباطي من أجل الحضور وبكثافة الى مركب الأمير مولاي عبد الله لمساندة فريقه في هذا العرس الكروي الإفريقي.