كثيرة هي المشاكل التي يراد لنا أن نعتبرها معقدة ومستعصية على الحلول، فيما يكفي بشأنها قرار جريء لحلها وتفادي وجع الدماغ الذي تسببه. نأخذ مثالا عن شركة «الصابو» ، الشركة المفوض لها باستغلال مواقف السيارات والتطاول على عباد الله من خلال اعتقال سياراتهم، والتطاول أيضا على القانون الإداري الذي يخول للسلطات الإدارية وحدها فقط صلاحية فرض الغرامات على المخالفين وحجز ممتلكاتهم. بل ذهبت النزعة «العنترية» بهذه الشركة إلى حد تحقير أحكام قضائية أكدت لا مشروعية بعض ما تقوم به من إخلال بالتزاماتها وابتزازها المفضوح للمواطنين. هذه الشركة كانت موضوع شكايات واحتجاج وإدانة ملأت بها الصحف أعمدتها دون أن يشفع ذلك في علاج المشكل، الذي كان من ضحاياه أيضا العديد من حراس السيارات القدامى الذين كانوا يقنعون بما يجود به صاحب السيارة والذين أصبحوا بعد «غزوة» هذه الشركة بدون مدخول وبدون أرزاق. مشكل في مثل هذا الحجم كانت تكفيه جرأة وإرادة لحله مثل ما حدث أخيرا في مدينة سلا، حيث تم فك العقدة التي تربط المجلس البلدي بالشركة إياها.. حدث ذلك بصمت وبسهولة لا توازيها كثرة الشكايات التي تظل تنهال على المجلس من طرف مواطنين وأرباب محلات تجارية ضاقوا ذرعا من تعسف هذه الشركة. نقطة حسنة نسجلها إذن بدون حساسية لمن كانوا وراء هذه البادرة التي نأمل أن تحذو حذوها باقي المجالس خاصة في العاصمتين الإدارية والاقتصادية.