... »تفاديا لمزيد من الإنزلاقات ووقفا للنزيف المخيف علينا أن تلتف جميعا حول فريق مولودية وجدة إنقاذا له من الوضعية المرعبة التي يمر بها حاليا والتي قد تعصف به إلى مراتب سفلى وهو ما يسيء إلى تاريخ هذه المدينة العريقة ، هو إجراء أراه عمليا واستعجاليا في ذات الوقت قبل التفكير في ما يمكن القيام به لإعادة ترتيب البيت الداخلي للفريق على أسس تضبطها آليات وإجراءات قانونية سليمة شكلا ومضمونا من خلال تشكيل لجنتين اثنتين ،الأولى للنخب والفعاليات الغيورة والثانية للخبراء في محاولة لربط الاتصال بالمكتب المسير لتشخيص الحالة وتحديد مكامن الخلل ومواطن الضعف بكل تجرد وموضوعية على مختلف مستوياتها التقنية والمالية والتدبيرية والإدارية والتكوينية وكذا الاستماع إلى دفوعات من بيدهم تسيير شؤون الفريق رئيسا وأعضاء بهدف رسم خارطة طريق جديدة واضحة المعالم والأهداف تشكل إطارا لمستقبل فريق كان من المفروض أن يكون قاطرة لكل الرياضيات بفضل ما يحظى به من دعم ومساندة ومؤازرة « بهذا الاقتراح الهادئ والمتزن والذي ينم عن حب صادق للفريق اختتم والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد الأستاذ محمد إبراهيمي الجلسة التواصلية التي أقيمت مؤخرا على مدى أزيد من ساعتين اثنتين والتي احتضنت فضاءها قاعة الاجتماعات بمقر ولاية وجدة بطلب من رئيس الجماعة الحضرية لوجدة الدكتور عمر حجيرة والتي ضمت أزيد من 150 فاعلا رياضيا بينهم رؤساء ومسيرون ومنخرطون سابقون في الفريق إلى جانب جمعيات رياضية مهتمة على صعيد مدينة وجدة ، ذلك أن هذه الجلسة جاءت امتدادا للقاء التواصلي الذي سبق أن عقده رئيس الجماعة الحضرية قبل أزيد من أربعة أشهر مع العديد من الفعاليات الرياضية في إطار دراسة أسباب ومسببات الانتكاسة الكروية لفريق مولودية وجدة بعد هبوطه إلى القسم الوطني الثاني للمرة الثانية في عهد الرئيس الحالي والبحث عن حلول وبدائل من شانها أن تعيد لفارس الشرق المثخن بالجراح ولو بصيص أمل من بريقه وتوهجه ، وكان العاشقون للكرة يطمحون في أن يروا فريقهم وهو إرث حضاري ومعلمة شامخة يتقاسمها كل أبناء المنطقة الشرقية وقد استعاد توازنه ضمن منافسات البطولة كما صرح بذلك مسيروه غير ما مرة بعد أن طلبوا مهلة ثماني دورات إلا أن النتائج المسجلة في ميدان التباري جاءت مخيبة للآمال خلال مرحلة الذهاب بل ومنذرة بمزيد من الإخفاقات قي وقت أجمعت فيه كل الفعاليات الرياضية على أن مشكل مولودية وجدة مشكل تسيير وتدبير بالدرجة الأولى وهو ما عكسته بجلاء انتكاسات السنوات العشر الأخيرة على مستوى النتائج والتكوين والتأطير بل حتى على مستوى الإهتمام بالفئات الصغرى كما جاء في إحصائية للمدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة الأستاذ العربي الحسني، لذلك فاستقالة محمد الحمامي أو إقالته حسب المتدخلين في ذات الجلسة - التي غاب عنها كما غاب في اللقاء التواصلي السابق كونه يحظى بالشرعية القانونية كما قال - باتت تفرض نفسها بإلحاح حفاظا على مصالح الفريق التي تضررت بشكل كبير خاصة وحاضرة الشرق مدينة الألفية تشهد حاليا العديد من المشاريع والمنجزات الطموحة التي كان من المفروض أن تسير في ركبها قاطرة المولودية في خط منسجم متناغم، إن هذه الجلسة - يقول الدكتور عمر حجيرة رئيس الجماعة الحضرية - ليست موجهة ضد شخص بعينه كما قد يفهمها البعض بقدر ما هي رغبة صادقة نابعة من القلب لإعادة الأمور إلى نصابها إذ ليس من المعقول أن نبقى مكتوفي الأيدي نتفرج على فريق عريق تتقاذف سفينته الأمواج العاتية ذات اليمين وذات الشمال ، فبالجلوس إلى طاولة الحوار والإنصات إلى الآخر وبحسن نية سنتغلب على كل الصعاب ونجد الحلول المرضية التي سيصفق لها الجميع في إطار لا غالب ولا مغلوب ، ذلك أن فريق مولودية وجدة ليس عقارا محفظا في اسم زيد أو عمرو ،إنه إرث مشترك بين كل ساكنة هذه المدينة المجاهدة و من حقها أن تصونه وتحمي معالمه،وكان والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد الأستاذ محمد ابراهيمي قد قدم لهذه الجلسة التي ثمنها الجميع بكلمة مؤثرة في حق فارس القلعة الخضراء حيث قال بأنه عرف فريق مولودية وجدة قبل أن يعرف مدينة وجدة التي يتولى حاليا تدبير شؤونها من خلال متابعته عن كثب لمبارياته التي كان يجريها في مكناس أمام الكودييم وكان معجبا بلاعبيه الكبار وبرجالاته المخلصين على رأسهم المرحوم مصطفى بلهاشمي وأن مولودية وجدة بتواريخها وإنجازاتها المشرقة على مستوى كأس العرش كانت مدرسة كروية قائمة الذات بكل ما تحمله الكلمة من معنى ويحز في النفس أن يصل هذا الفريق العريق الذي يزيد عمره عن نصف قرن إلى ما وصل إليه الآن من تدهور وانحدار على مستوى العطاء والنتائج والتدبير وإن إعادة بناء صرح هذا الفريق يتطلب أولا زرع الثقة في النفوس المحبطة خاصة في مدينة لها مكوناتها وخصوصياتها وطقوسها والكرة من ثوابتها واهتماماتها، ذلك أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة تنتهي بانتهاء اللقاء بل هي في حاجة ماسة إلى تدبير معقلن ومحكم واحترافي في إطار نموذج مقاولاتي يتطلب آليات للاشتغال بأهداف وطموحات وبرامج واضحة المعالم على المديين المتوسط والبعيد أساسه الانفتاح والتواصل والتشارك والعمل الجماعي والحكامة الجيدة التي تتماشى والمضامين السامية للرسالة الملكية الموجهة إلى المناظرة الوطنية للرياضة سعيا للارتقاء بهذا القطاع الحيوي والهام وغير ذلك محكوم عليه بالفشل والسقوط وهو ما يتخبط فيه الفريق الآن للأسف الشديد ، ومع ذلك سأكون أمينا في نقل آراء ومقترحات فعاليات مدينة وجدة خلال الجلسة التي ستجمعني برئيس الفريق وأعضاء مكتبه منصتا في ذات الوقت وباهتمام بالغ لردودهم ودفوعاتهم آملا أن يكون هذا اللقاء فاتحة خير في مسير فريق مولودية وجدة نحو استعادة هيبته ووقاره قبل أن يعود إلى شموخه وكبريائه وهو يقارع الأندية الكبيرة في القسم الوطني الأول للنخبة كما كان في السنوات الخوالي .