اعتبارا للأهمية التي أولاها فريق الوداد البيضاوي لمباراته المؤجلة برسم الدورة الرابعة عشرة ذهابا من بطولة القسم الوطني الأول فقد حل بمدينة وجدة يومين قبل موعد إجرائها رغبة منه في توفير مزيد من الأجواء الدافئة للاعبين المنتشين بفوزين متتاليين خارج الديار خلال الدورتين الأخيرتين على كل من النادي القنيطري واولمبيك خريبكة في وقت وجد فيه أصحاب الأرض أنفسهم وقد حرموا من ابرز لاعبيهم خاصة المنتدبين منهم بحكم عدم أهليتهم لخوض غمار هذه المقابلة وهم الذين يشكلون حاليا العمود الفقري للتركيبة البشرية بعد تسريح آخرين ما اضطر معه المدرب عزيز كركاش إلى الاستعانة بخدمات اثنين من لاعبيه الشبان كأساسيين وأربعة منهم كبدلاء أملا في الخروج من مؤجل السنة الفارطة (2008) بأقل الخسائر وهم الذين لم يتلذذوا بطعم الفوز منذ الدورة 12 بدقائقها التي فاقت 600 دقيقة ، في ظل هذه الأجواء وما صاحبها من رياح وبرودة في الطقس وبحضور جمهور قليل أغلبه ودادي انطلقت المقابلة تحت إدارة الحكم عبد الله الضحيك بمساعدة سعيد عبد الله وحماد محمد ( عصبة تادلة) بطموحين متباينين لمدربين يتطلع أحدهما لتسلق المراتب بحثا عن الصدارة فيما الآخر يحاول جاهدا الإنعتاق من مؤخرة الترتيب المؤدية كماشتها حتما إلى القسم الأسفل وهو ما دفعهما إلى إخراج ( أسلحتهما الكروية ) لكسب رهان مقابلة ملغومة بالقراءات والحسابات ابتدأت بطرد الحارس كريم فكروش في الدقيقة التاسعة إثر لمسه الكرة باليد خارج مربع العمليات ليواصل الوداديون المباراة بعشرة لاعبين وبحارس جديد هو نادر لمياغري وهكذا اتسمت الجولة الأولى بالحيطة والحذر من كلا الفريقين مع المراهنة على المرتدات الهجومية الخاطفة في وقت عزز فيه الضيوف خطي دفاعهم ووسطهم في محاولة منهم لإفشال عملية بناء هجومات المضيفين والتي أوكلت مهمتها إلى كل من خالد لبهيج وجلال الدين بشير ولخضر اليتيم وقد نجحوا في ذلك وكانت الدقيقة 43 حاسمة بالنسبة لأشبال المدرب بادو الزاكي حيث نجح اللاعب مصطفى بيضوضان في اقتناص هدف النصر برأسية أسكنها شباك الحار س يحي الأزهري بعد ثنائية رسم لوحتها كل من خالد السقاط ورضا دوليازال ، وعلى الرغم من تحسن أداء الفريق الوجدي في الجولة الثانية حيث بادر إلى شن هجومات مركزة بعد أن أعاد المدرب عزيز كركاش ترتيب أوراقه في محاولة منه تعديل النتيجة ونقطة واحدة أفل من عدمها تفاديا لمزيد من الانحدار نحو الأسفل المخيف إلا أن التسرع وعدم التركيز حالا دون استثمار الفرص التي أتيحت لهم غير ما مرة في وقت انكمش فيه الوداديون إلى الوراء للمحافظة على هدف السبق لتنتهي المقابلة بهزيمة أصحاب الأرض وهي الهزيمة الحادية عشرة لهم ( الثالثة داخل قواعدهم ) لتزداد وضعيتهم سوء وقلقا وهم يتذيلون الترتيب الكروي في قسمه الأول. وتعليقا على هذه النتيجة قال بادو الزاكي مدرب الوداد: هي نتيجة جئنا من أجلها إلى وجدة وقد أفلحنا في كسب نقطها كاملة على الرغم من أننا خضنا المباراة منذ انفاسها الأولى بعشرة لاعبين إثر طرد الحارس كريم فكروش ومن شأن هذا الانتصار وهو الثالث لنا خارج قواعدنا أن يرفع من معنويات اللاعبين ويجعلنا نواصل المسير في إطار خط تصاعدي بحثا عن صدارة الترتيب ما دامت الأمور لم تحسم بعد ، إلا أن هذا لا يمنعني من القول بأن اللعب فوق العشب الإصطناعي جريمة لا تغتفر بدليل ما حصل لنا من أعطاب خلال مقابلة النادي القنيطري وفي هذه المقابلة أيضا أما التحكيم فتلك مشكلة أخرى باستفهام عريض جدا. فيما قال عزيز كركاش مدرب مولودية وجدة: لقد ركزنا على الجانب النفسي خلال الحصص التدريبية لهذا الأسبوع لما له من دور فاعل في مثل هذه الظروف وبالفعل فقد أبدى اللاعبون استعدادا كاملا وهم يخوضون غمار هذا اللقاء وكانت مردوديتهم أفضل في الشوط الثاني بدليل سيطرتهم على مجريات اللعب أمام تراجع فريق الوداد إلى الوراء للمحافظة على النتيجة ولولا التسرع وسوء الحظ لكانت النتيجة غير تلك التي آلت إليها المباراة، كل هدفنا الآن منصب على إخراج الفريق من الوضعية الصعبة التي يوجد فيها وهو هدف يجب أن نشترك فيه جميعا وأبواب الأمل ما زالت مفتوحة للانعتاق من مؤخرة الترتيب. للإشارة فحتى الدورة الثامنة عشرة من منافسات البطولة جمع فريق مولودية وجدة 13 نقطة من أصل 3 انتصارات و4 تعادلات و11 هزيمة كاملة وهو بذلك الأضعف وطنيا على مستوى محصلته من النقط والانتصارات والأهداف المسجلة له وعليه وهو إلى ذلك الأول من حيث عدد الهزائم اللاحقة به وكان قد جمع حتى نفس الدورة من الموسم الكروي الفارط 16نقطة.