نفت دولة قطر، يومه الأحد 10 نونبر، انسحابها من التوسط للتوصل إلى صفقة في قطاع غزة، وأنها طلبت من قادة حركة حماس مغادرة الدوحة، لكنها أعلنت أن المفاوضات معلقة. وأكدت وزارة الخارجية في قطر أن التقارير عن انسحابها من دور الوسيط عارية عن الصحة، مضيفة أن ما جرى تداوله غير دقيق. وأعلنت أن الدوحة أبلغت الأطراف أنها ستستأنف الوساطة عند توفر الجدية. وأوضحت أن الوساطة بين حماس وإسرائيل متوقفة حالياً، مشددة على أنها لن تقبل أن تكون الوساطة سبباً لابتزازها. وأضافت: إن قطر أخطرت الأطراف قبل 10 أيام بأنها ستعلق جهودها في الوساطة في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة. وشددت على أن قطر لن تقبل أن تكون الوساطة سبباً في ابتزازها، واستغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة. وأشارت إلى أن التقارير المتعلقة بإغلاق مكتب حماس في الدوحة غير دقيقة. يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه تقرير دعمته الأممالمتحدة ونشر، أمس، من أن شمال قطاع غزة يعاني من مجاعة تفتك بسكانه مع انهيار كامل لسبل العيش مع تصاعد القصف الإسرائيلي وتوقف المساعدات الغذائية. وجاء في التقرير «ربما تم تجاوز عتبات المجاعة بالفعل أو سيتم ذلك في وقت قريب». وأشار إلى انهيار سبل العيش كاملة مع توقف المساعدات وارتفاع الأسعار، إذ ارتفع غاز الطهي 2612%، والديزل 1315%، والخشب 250%. حدوث مجاعة وتكثفت التحذيرات من شبح المجاعة في شمال غزة، وتراوحت بين من يحذر من خطر وشيك، وبين من يؤكد أن الخطر واقع فعلاً في القطاع، الذي تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية الدامية. وبعدما اتهمت إسرائيل التقرير بالانحياز، رفع المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، صوته محذراً من حدوث مجاعة في محافظة شمال غزة. وقال لازاريني، في بيان: «للأسف، هذا ليس مفاجئاً، من المرجح أن تحدث مجاعة في شمال غزة». ونبه إلى أن المساعدات التي تدخل إلى غزة ليست كافية، وتمثل نحو 6 % فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين مطالباً ب«إرادة سياسية لمعالجة أزمة الجوع والقضاء عليها»، قائلاً «الأوان لم يفت بعد». وكان تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات) حذر، أول من أمس، من وجود «احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة». قصف متواصل وواصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق القطاع، أمس، في اليوم 401 من الحرب. وقالت مصادر طبية، إن جيش الاحتلال قتل ثلاثة من الأسرى بعد أن أفرج عنهم بوقت قصير شمال القطاع. كما هاجم منزلاً بشارع غزة القديم بجباليا البلد شمال القطاع، ويجري البحث تحت الأنقاض عن مفقودين. وأكد الدفاع المدني في غزة أن 30 شخصاً على الأقل، بينهم 13 طفلاً قضوا في غارتين إسرائيليتين على منزلين في شمال غزة. وأفاد ب«سقوط 25 شهيداً بينهم 13 طفلاً، وإصابة أكثر من 30 شخصاً، جراء ضربة استهدفت منزلاً في جباليا بشمال القطاع». إلى ذلك، لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم في غارة طالت منزلاً في حي الصبرة بمدينة غزة، بحسب الدفاع المدني، الذي أكد تواصل عمليات البحث، لأن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض. نساء وأطفال وكان تقرير صادر، الجمعة، عن مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، أفاد بأن النساء والأطفال يشكلون قرابة 70 في المئة من قتلى الحرب، الذين تحققت الهيئة الدولية من مقتلهم في الفترة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024. وأفادت الأممالمتحدة بأن التقرير يوضح «العبء الأكبر الذي يتحمله المدنيون جراء الهجمات»، بما في ذلك الحصار الكامل الذي فرضته القوات الإسرائيلية على غزة في بداية الحرب. وأضافت: «أدت هذه الممارسات من قبل القوات الإسرائيلية إلى مستويات غير مسبوقة من القتل والموت، والإصابات والجوع والمرض والأوبئة».