يُعد التحرش الجنسي من أخطر التحديات التي تواجه الفتيات والأطفال، حيث يترك آثارا نفسية وجسدية طويلة الأمد على الضحايا، الذين غالبا ما يشعرون بالعار والخذلان نتيجة هذه التجربة المؤلمة. وفي مجتمع لا يزال يُخفي الحديث عن التحرش الجنسي، نحتاج إلى مواجهة هذا الواقع الصعب ورفع الوعي حوله؛ فهو ليس ظاهرة نادرة بل مشكلة يومية قد تحدث في مدارسنا وشوارعنا. التحرش الجنسي بالأطفال يُعتبر أي سلوك غير مرغوب ينطوي على تهديد أو إيحاءات جنسية أو إكراه، ويترك أثراً سلبياً على صحة وسلامة الأطفال النفسية والجسدية. في هذا الإطار، تقوم الخلية الأمنية المكلفة بالتحسيس داخل الوسط المدرسي بتنظيم حملات توعوية تهدف إلى تعزيز الوعي بمخاطر العنف والتحرش الجنسي، وتشجيع الإبلاغ عن أي حالات مشبوهة. ومن بين المؤسسات التعليمية المستفيدة، مدرسة المهدي المنجرة التابعة للمديرية الإقليمية لوجدة-أنجاد، حيث أشرف على حملة التحسيس والتوعية ضابط الأمن الممتاز حسن فوال والمقدم الرئيس محمد تيقة. واستفاد من هذه الحملة عدد كبير من التلاميذ والتلميذات، إضافة إلى حوالي 200 من أمهات التلاميذ و15 من الآباء، إلى جانب الأطر الإدارية والتعليمية بالمدرسة، وقد حظيت هذه المبادرة بإعجاب الجميع، مؤكدين أهمية مثل هذه الأنشطة في حماية أبنائهم وبناتهم من هذه المخاطر.
وفي كلمته، تناول ضابط الأمن الممتاز حسن فوال المخاطر الجسيمة التي تتعرض لها الضحايا، مسلطاً الضوء على أشكال التحرش المختلفة، وآثارها النفسية العميقة. وأوضح أن التحرش قد يتسبب في مشاكل جسدية ونفسية، مثل الصدمات النفسية والاكتئاب، التي قد تلازم الضحايا مدى الحياة. ومع تزايد هذه الحالات، شدد المتحدث على أهمية دور الأسرة في حماية الأبناء، مؤكدًا أنه رغم جهود الأجهزة الأمنية لمكافحة هذه الظاهرة، لا تزال الحاجة ماسة إلى تعزيز الرقابة الأسرية.
واختتم فوال بالتنويه إلى غياب إحصاءات دقيقة حول ضحايا التحرش، مشيرًا إلى أن أغلب الضحايا، سواء كانوا أطفالًا أو كبارًا، يمتنعون عن الإفصاح بسبب الخجل أو صلة القرابة التي قد تجمعهم بالمعتدي، مما يزيد من صعوبة رصد الحالات والتصدي لها بالشكل المطلوب.