فشلت المخابرات الجزائرية في ترحيل المعارض الجزائري أنور مالك من تركيا، وفشلت كذلك في اختطاف المعارض الجزائري أمير دزياد من فرنسا، وفشلت أيضا في منع المعارضة الجزائرية السياسية أميرة بوراوي من الهروب من الجزائر نحو تونس، قبل أن تحط الرحال في فرنسا، وغادرت التراب الجزائري رغم الطوق الأمني الذي ضرب عليها، وخرجت من بيتها في الجزائر و عبرت الحدود بكل ثقة و طمأنينة، وفشلت أيضا في اختطاف الصحافي الجزائري و الناشط السياسي المعارض هشام عبود في التراب الإسباني، حيث كانت تخطط لتهريبه إلى الجزائر .ولم تجد من سبيل لاختطاف المغني الجزائري الشاب خالد غير إصدار مذكرة بحث دولية لاعتقاله بتهمة التجسس مع جهة خارجية (القصد المغرب طبعا). وكشفت محاولة اختطاف الصحافي الجزائري المعارض هشام عبود في أفق تهريبه إلى الجزائر، على أن هذه المخابرات تعتمد على أساليب المافيا في الاختطاف والتعذيب، لكنها أساليب متخلفة تعود إلى عهود خلت، حينما كانت الظروف والشروط تسمح بذلك، و لم يكن متاحا استعمال ما توفره الوسائل الاستخباراتية الحديثة، بما يعني بوضوح أن الأمر يتعلق بجهاز استخبارات فاشل تحول إلى أضحوكة حقيقية . نعود إلى قضية اختطاف الصحافي هشام عبود، لنؤكد أن هذه العملية المدانة تمثل اعتداء على السيادة الإسبانية بسبب تطاول جهاز استخباراتي أجنبي متخلف على السيادة الإسبانية، وإشرافه المباشر على اقتراف جرائم داخل التراب الإسباني يعاقب عليها القانون. ولذلك يترقب الرأي العام الإسباني ما ستسفر عنه التحقيقات التي تباشرها الأجهزة الأمنية الإسبانية بعد نجاحها في تفكيك شبكة المافيا، التي اختطفت الصحافي واعتقلت عناصر منها، في أفق ترتيب الجزاء ، ليس على الجناة الذين استخدمهم جهاز مخابرات أجنبي فاشل في اقتراف هذه الجريمة، بل ضد الجهة التي خططت و أشرفت على اقترافها . هكذا يتجرأ جهاز استخباراتي أجنبي فاشل و متخلف على السيادة الإسبانية ، و على محاولة المساس بالنظام العام و بالأمن في هذا البلد الجار .