الزيارة مناسبة للتأكيد على أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية المغربية البرازيلية وفرصة لتثمين مبادرة الملك محمد السادس الأطلسية أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، خلال استقباله لرئيس مجلس الشيوخ الفدرالي بجمهورية البرازيل الاتحادية رودريغو أوتافيو سواريس باتشيكو رودريغو أوتافيو سواريز باتشيكو، يوم أمس الاثنين 14 أكتوبر 2024، على أهمية العلاقات البرلمانية بين المملكة المغربية والبرازيل ودورها في تعزيز التعاون بين البلدين. جاء هذا اللقاء في إطار زيارة رسمية يقوم بها باتشيكو للمغرب بهدف تقوية العلاقات الثنائية بين المؤسسات البرلمانية في البلدين.
وفي بداية اللقاء، أشاد محمد ولد الرشيد بأهمية هذه الزيارة، مؤكدا أنها تساهم في تعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ البرازيلي. وأوضح أن هذه العلاقات تندرج ضمن سياق تعزيز التعاون الثنائي بين المغرب والبرازيل، خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده إلى دول أمريكا اللاتينية في عام 2004، بما في ذلك البرازيل، والتي أعطت زخماً حقيقياً للعلاقات بين البلدين عبر توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات متعددة.
كما استحضر ولد الرشيد المبادرة الأطلسية الإفريقية التي أطلقها الملك محمد السادس، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الروابط بين البلدان المطلة على المحيط الأطلسي في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. واعتبر أن المغرب يسعى من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز دوره كمنصة لوجستية تربط بين القارات وتعزز التعاون الاقتصادي بين هذه الدول.
فيما يتعلق بالدبلوماسية البرلمانية، شدد رئيس مجلس المستشارين على أهمية تعزيز التعاون البرلماني بين المجلسين، مشيراً إلى مذكرة التفاهم الموقعة في عام 2018 والتي تهدف إلى إرساء قنوات دائمة للحوار البرلماني بين المغرب والبرازيل. وأكد على أن التعاون البرلماني سيساهم في تبادل التجارب والخبرات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، أشاد ولد الرشيد بموقف جمهورية البرازيل الداعم لمخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية، مذكراً بتصويت مجلس الشيوخ البرازيلي على ملتمس داعم لهذا المخطط، ومؤكداً على الدور الذي تلعبه المملكة في إيجاد حل نهائي لهذا النزاع.
من جهته، أشاد رودريغو أوتافيو سواريس باتشيكو بعمق العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية على جميع المستويات، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والفلاحية، مؤكدا أن التعاون الثنائي يشمل قضايا ذات أهمية مشتركة مثل التغيرات المناخية، كما شدد على ضرورة استثمار الفرص المتاحة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن البعد الجغرافي لم يعد عائقاً أمام هذا التعاون.
وأثنى باتشيكو على المبادرة الملكية الأطلسية، معتبرا إياها فرصة لتعزيز مكانة المغرب كبوابة نحو إفريقيا، داعيا إلى العمل على تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين من خلال الدبلوماسية البرلمانية.
وفي ختام اللقاء، وجه رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي دعوة إلى محمد ولد الرشيد لزيارة البرازيل في إطار توطيد التعاون البرلماني والتشاور حول القضايا المشتركة، واستشراف آفاق جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب والبرازيل.