وزارة التجهيز والماء تواصل تسريع وتيرة بناء السدود في مختلف مناطق المملكة في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية، تعمل وزارة التجهيز والماء على تسريع وتيرة إنجاز 16 سدا كبيرا في المملكة المغربية، وذلك من خلال برنامج طموح يهدف إلى تعزيز البنية التحتية المائية وضمان استدامة الموارد المائية في مختلف الجهات، لمواجهة التحديات المتعلقة بشح المياه والتغيرات المناخية، وتعد هذه السدود جزءا أساسيا من استراتيجية المملكة لتعزيز الأمن المائي والاقتصادي، حيث ستساهم في توفير المياه الصالحة للشرب والري، بالإضافة إلى حماية المناطق السكنية والزراعية من الفيضانات.
من بين هذه السدود المهمة، يبرز سد آيت زيات، الذي يقع في الحوض المائي تانسيفت بجهة مراكش، كواحد من المشاريع البارزة، والذي يجري إنجازه كغيره في المنطقة الترابية لجماعة تيدي المسيوة بإقليم الحوز، ويكتسي بناؤه أهمية بالغة نظرا لدوره المرتقب في تعزيز الموارد المائية للمنطقة.
وحسب الوزارة المشرفة على المشروع، فإن حجم الحقينة المتوقعة لسد آيت زيات يبلغ حوالي 183.5 مليون متر مكعب، مع مساحة مائية تبلغ 992 هكتار، بينما يصل التدفق المائي الثانوي إلى 110 مليون متر مكعب.
وكشفت الوزارة الوصية على البناء، أن نسبة تقدم الأشغال في هذا السد بلغت حوالي 66%، ومن المتوقع أن تنتهي قبل الموعد المحدد بسنتين تقريبا، حيث يُرتقب اكتمال المشروع في نهاية سنة 2025 عوض سنة 2027 المتعاقد عليها. هذه التسريع يؤكد الجهود المبذولة لوزارة التجهيز والماء لتقليص المدة الزمنية وزيادة فعالية العمل في إطار تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى.
ويهدف إنشاء سد آيت زيات إلى تزويد مدينة مراكش بالمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى ري الدائرة السقوية للحوض. كما يُعتبر المشروع وسيلة فعالة لحماية المناطق السفلية للسد من الفيضانات، وهو ما سيعود بالفائدة على المجتمعات المحلية والأنشطة الزراعية بالمنطقة. إضافة إلى ذلك، يساهم المشروع في خلق فرص عمل مهمة، حيث تم توفير أكثر من 450 ألف يوم عمل، مما يساهم في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
ويتكون سد آيت زيات من سد رئيسي ترابي يبلغ ارتفاعه 71 مترا وطوله عند القمة 752 مترا، حيث تم استخدام 5.6 مليون متر مكعب من الردم في بناء هذا السد. ويحتوي المشروع على منشآت ملحقة تشمل ثلاث مآخذ للمياه الصالحة للشرب ومآخذ لمياه الري. ويجري ربط وتركيب عدد من المعدات المتطورة لضمان مراقبة عمل السد بصفة لحظية ودائمة، مما يعزز من أمان واستدامة السد على المدى الطويل.