تصعيد غير مسبوق للهجرة غير النظامية على مشارف سبتةالمحتلة بعد تنسيق بين المهاجرين وتدابير الأمن المغربية تحبط كل المحاولات الإلكترونية - هشام الدرايدي وعبد القادر خولاني شهدت مدينة الفنيدق على مشارف باب سبتةالمحتلة خلال اليومين الماضيين تصعيداً غير مسبوق في محاولات الهجرة غير النظامية، حيث حاول مئات المهاجرين من مختلف الجنسيات اختراق الحدود من جهة الفنيدق وبليونش. وعلى الرغم من الترتيبات الأمنية المشددة التي نفذتها السلطات المغربية، تكررت المحاولات العمياء الفاشلة للدخول إلى المدينة عبر البر والبحر. ويكشف هذا التقرير الذي نشرته الصحافة الإسبانية عن تفاصيل هذه الهجمات المتتالية، والعوامل التي أسهمت في تصاعد الأزمة، بما في ذلك التنسيق غير المسبوق بين المهاجرين المغاربة والمواطنين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، من خلال توظيف واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة تحريضية، إضافة إلى التدابير الأمنية المغربية والإسبانية لاحتواء الوضع.
وأفادت مصادر صحفية إسبانية أنه على الرغم من المحاولات المتكررة التي قام بها مئات المهاجرين غير النظاميين من مختلف الجنسيات لاختراق الحواجز الأمنية والتسلل إلى مدينة سبتةالمحتلة، يوم الأحد 15 شتنبر 2024، انطلاقاً من مدينتي الفنيدق وبليونش، لم يتمكن أي منهم من الوصول إلى المدينة. مضيفة أن الترتيبات الأمنية التي نفذتها المصالح الأمنية المغربية أثبتت نجاح الخطة الاستباقية الموضوعة.
وشهد يوم أمس الأحد 15 شتنبر تصعيدا غير مسبوق على مشارف باب جيب سبتة المحتل، حيث حاول مئات المهاجرين في موجة واحدة بين 300 و400 شخص في كل هجوم القيام بخمس محاولات متتالية للدخول إلى المدينة، منها ثلاث محاولات عبر البر، إضافة إلى محاولتين للسباحة عبر الحدود البحرية. ورغم نشر المغرب لأكبر عملية مراقبة أمنية في المنطقة، ظل التوتر قائما على طول ثمانية كيلومترات من الثغر المحتل.
وأوضحت الصحافة الإسبانية أن ما يجعل هذه المحاولات استثنائية هو التنسيق غير المعتاد بين المهاجرين المغاربة وأولئك القادمين من دول جنوب الصحراء، حيث تجاوزوا الخلافات المعتادة بينهم لتنفيذ قفزات جماعية عبر السياج الفاصل. كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا تطبيق TikTok، دورا مهما في تحفيز هذه التحركات، حيث تم نشر فيديوهات تروّج للهجرة غير النظامية تحت مسمى "الحراكة".
وكشفت صحيفة "صوت غاليسيا" الإسبانية أنه منذ منتصف يوليو 2024، بدأت حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي تُشجع على الهجرة إلى المدن الإسبانية بشمال إفريقيا كسبتة ومليلية، مما دفع السلطات المغربية لاتخاذ إجراءات حازمة. في 30 غشت، نشرت الرباط المئات من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة في المنطقة، مما حال دون تنفيذ محاولات الهجرة عبر البحر. وتم إغلاق الشواطئ وتكثيف المداهمات الأمنية، ورغم كل هذه الجهود، تواصلت محاولات الهجرة غير النظامية.
وقالت الصحيفة ذاتها، إن محاولات متكررة للدخول عبر البر والبحر، وقعت في 15 شتنبر، ما أسفر عن مواجهات عنيفة بين المهاجرين وقوات الأمن، وسقوط جرحى من الجانبين، ورغم كل تلك المحاولات، لم ينجح أي مهاجر في الوصول إلى سبتة.
وفي نهاية اليوم، أعلنت وزارة الداخلية أن جميع المحاولات باءت بالفشل، ولم يتمكن أي مهاجر من التسلل والدخول إلى المدينة، مؤكدة على استمرار التعاون الوثيق بين السلطات المغربية والإسبانية لضبط الحدود ومنع الهجرة غير النظامية.
كما أكدت السلطات المغربية أن كل المحاولات التي قام بها المهاجرون غير القانونيين أحبطت، وأن الحملة التحريضية التي هيجت الشباب انكسرت مع التدابير الأمنية الاستباقية وفشلت، حيث تم توقيف غالبيتهم وجاري تمشيط كل المناطق والغابات المحيطة بالفنيدق، ومطاردة الفارين منهم، كما تم تأمين المحطات الطرقية بنقط تفتيش لرصد كل القاصرين غير المقيمين في المنطقة وكذا الشباب وإرجاعهم إلى مدنهم بعد التثبت من هوياتهم.