انطلقت يوم الثلاثاء الماضي الحملة السنوية لوكالة بيت مال القدس الشريف لجمع التبرعات لفائدة القدس الشريف خلال شهر رمضان الكريم تحت شعار: «جميعا من أجل القدس..لتبقى عربية الطابع، إسلامية الهوية» وواجب على كل مغربي يجري في عروقه دم الإسلام أن يبادر بالتجاوب مع هذه الحملة بغض النظر عن حجم هذا التجاوب وقيمته، المهم في العملية أن يؤكد جميع المغاربة كما فعلوا باستمرار أنهم معنيون بمصير القدس الشريف وبمستقبل كل فلسطين الحبيبة. إن القدس توجد في صلب معركة التحرير التي طال أمدها ودفع الشعب الفلسطيني ثمن استمرار شعلة النضال وقادة غالبا.. وتتكالب جميع الأوساط الصهيونية، الامبريالية في العالم لتسقط مئذنة أولى القبلتين وثالث الحرمين، بالمال الوفير الذي يهطل على الكيان الصهيوني من كل صوب وحذب وبالدعم الديبلوماسي المكثف الذي تتسابق إليه القوى العظمى خوفا وارتعاشا من قوى الضغط الصهيونية، ومن السند الإعلامي الذي يوفر تغطية مخدومة ومدروسة للمؤامرة برمتها، وبسبب كل ذلك تمارس آلة الدمار الإسرائيلية حرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني وضد الهوية الإسلامية والهوية المسيحية لهذا الشعب وضد الحضارة الفلسطينية الشامخة. ماذا نملك نحن لكي نواجه به كل هذه المؤامرة وندعم به شعب فلسطين البطل ونحفظ للقدس توهجها؟ من المؤكد أنه لم يبق من سبيل إلى ذلك غير جعل إخواننا الفلسطينيين يشعرون أننا بجانبهم نتألم لآلامهم وهي كثيرة ونفرح لأفراحهم وهي قليلة، وذلك من خلال ممارسة الضغط عبر ردود فعل نصيغها في شكل تظاهرات ومن خلال المساندة الإعلامية، ثم عبر الدعم المالي خصوصا للقدس الشريف، فالاحتلال الصهيوني لا يتوانى لحظة واحدة في الإبداع في أشكال تهويد القدس الشريف، ووتيرة المستوطنات لا تتوقف أبدا، ومعالم القدس الشريف تتهاوى بسبب ممارسات الاحتلال الصهيوني الغاشم، وكل هذه المعطيات تجعل كل مسلم في العالم يتحمل مسؤوليته فيما يحدث، لذلك تجد حملات التبرع المالي لدعم القدس مشروعيتها، ونحن على يقين أن الشعوب الإسلامية في العالم لا تعوزها الأموال لدعم القدس الشريف. يحق للمغاربة أن يعتزوا بأن جلالة الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس، وهي أهم مؤسسة في العالم ترعى مصالح القدس، وهذا العمل الجبار الذي تقوم به مؤسسة بيت مال القدس التي نجحت لحد الآن في تمويل العديد من المنشآت في القدس الشريف يجسد أهمية الرهان المعقود على عمل جميع المؤسسات والإطارات في العالمين العربي والإسلامي. إننا دفاعا عن القدس الشريف.. وحماية لهذه المدينة المقدسة وتصديا لسياسة الاحتلال الصهيوني الغاشم التي تهدف القضاء على جميع معالم القدس ومساهمة منا في احباط المؤامرة الكبرى التي تخطط لاستثناء القدس من أية تسوية مقبلة، كل هذا وغيره يدعو إلى التجاوب وبإلحاح مع حملة وكالة بيت مال القدس.