منذ بداية سنة 2008 عمل المكتب المنتخب على بلورة استراتيجية تتوخى تمكين رياضة سباق الدراجات من احتلال مكانتها سيما وأن هاته الرياضة كغيرها من الرياضات أصبحت في بداية الألفية الثالثة معيارا لتصنيف الأمم وترتيبها على الصعيد الدولي، باعتبارها لعبة متحركة وتنتقل عند الجماهير مما يجعلها تقوم كذلك بدور الدبلوماسية الموازية ولاسيما خارج الحدود. كما أنها تشكل ظاهرة اجتماعية حقيقية ترتبط بالمستوى المعيشي والثقافي للممارسين المغاربة وبطقوسها وتقاليديها، وأيضا لمتطلباتها في بذل الجهد والعطاء والمثابرة والتفوق والسمو من أجل تحقيق النتائج في ظل جامعة ملكية تسعى جاهدة لتطوير هذه الرياضة النبيلة وتأهيل أبطالها للتمثيل المشرف للمملكة الحبيبة في جميع المحافل الدولية وبالتالي المساهمة في التعريف بالمملكة المغربية وقيمها العالية الممثلة بالخصوص في إشاعة السلام والمحبة والتقريب بين الشعوب، زد على ذلك أن أغلبية الباحثين في المجال يربطون رياضة سباق الدراجات بمزايا أساسية من ضمنها: 1- تربوية: تربية الشباب على القيم الأخلاقية والمبادئ الصحية. 2- سياسية: تمتين العلاقات الدولية عن طريق المنافسات الرياضية وإعطاء الصورة المشرفة على المغرب في الملتقيات الدولية داخل وخارج الوطن. 3- اقتصادية: ارتباط سباق الدراجات وخصوصا طواف المغرب بالتنمية الاقتصادية والسياحية، وذلك بالتعريف بمؤهلات وخصوصيات وغنى مختلف المناطق المغربية الساحلية والسهلية والجبلية. 4- اجتماعية: التصدي لظواهر الانحراف وتمتين العلاقات الأخوية بين الممارسين والجمهور والتربية على المواطنة الحقة. 5 سياحية وبيئية: التعريف بالمناظر الجغرافية والطبيعية الخلابة والأيكولوجية لمختلف المناطق المغربية وتربية الناشئة على البيئة والمحافظة عليها ورغبة من المكتب الجامعي بصفة خاصة وأسرة الدراجة بصفة عامة في المزيد من التفوق على الصعيد الافريقي والعربي والدولي دكورا وإناثا فإن الجامعة الملكية المغربية للدراجات شرعت في وضع مخطط وبلورة استراتيجية واضحة وعقلانية موثوق بنتائجها، موضوعية مستجيبة لطموحات الدراجين الشباب المغاربة لإبراز ما يتوفرون عليه من الطاقات والقدرات الجسمانية والادراكية والمعرفية. وهكذا عملت الدراجة المغربية على المشاركة في مجموع من السباقات والتظاهرات في أدغال إفريقيا مساهمة في التعريف وحضارة المملكة المغربية، كما شكل الفريق الوطني لسباق الدراجات قدوة وعرف بالأوراش والحجم الهائل الذي نالته التنمية الاجتماعية في السياسة الرشيدة التي يمنحها قائد البلاد وفي مقدمتها أوراش البنية التحتية وكذا أوراش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي انخرطت في أسرة الدراجة، وبالتالي فإن اختيار البطل سعدون عبد العاطي كأحسن رياضي لسنة 2009 في صنف الذكتور ماهو الا إحقاق للحق ومسيرة عمل يتسم بالصدق والجدية والتدبير الحسن، سيما وأن هناك رغبة أكيدة وملحة من طرف وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية المغربية للنهوض بالرياضة وجعلها رافدا من روافد التنمية. لذلك حان الوقت بأن تنخرط المقاولة المغربية في هذا الورش الكبير المربح الذي يخدم مصالح الناشئة المغربية ويقيها من مظاهر الانحراف والتطرف، وهي مناسبة للإشادة بعمل الصحافة والإعلام المغربي بشتى منابره على اعتبار أنه أصبح شريكا متخصصا وفاعلا قويا في مجال الرياضة.