هناك عدد كبير من الأشخاص في العالم يضعون العدسات اللاصقة. مع ذلك، فان 4 من أصل كل خمسة منهم لا يعطي هذه العدسات العناية المطلوبة. وهذا التحذير يطلقه ايميليو باليستراتسي، رئيس الجمعية الإيطالية لزرع القرنية سيتراك (Sitrac) ومدير عيادة العيون في جامعة جيميللي بروما الذي تحدث عن عدم استعمال العين اللاصقة بصورة صحيحة ومخاطره، كذلك الارشادات الوقائية للتعايش بسلام مع هذه العدسات. وفي ما يلي نص الحوار معه * ماذا يحصل في حال عدم استعمال عدسات العين اللاصقة بالصورة الصحيحة؟ _- ان الاستخدام غير الصحيح للعدسات اللاصقة يجلب معه مخاطر عدة. فغياب تطبيق قواعد نظافة معينة، خاصة بهذه العدسات، يؤدي الى إصابة من يضع "عدسات وسخة" على عينه بالعمى! في الواقع، يمكن للقرنية أن تصاب بالتهابات قادرة على تسبيب ضرر دائم في شفافيتها. في أي حال، فان 40 في المئة من التهابات القرنية الميكروبية يعود إلى سوء استخدام العدسات اللاصقة. و54 في المئة من هذه الالتهابات مصدرها جرثومة "السودوموناس" الخطيرة. في بعض الحالات، يمكننا اللجوء الى زراعة القرنية بيد أن المشكلة لن تتشتت في حال رفض الجسم عملية الزرع هذه. * ما هي الإرشادات الوقائية للتعايش بسلام مع هذه العدسات؟_ - قبل وضع نوع معين من هذه العدسات على كل شخص إجراء فحوص معينة، لدى طبيب العيون، لقياس درجة التجانس والتحمل بين العدسة والعين. فالقرنية والعين، أين ينبغي وضع العدسة، تختلف طبيعتهما كثيراً بين شخص وآخر. علاوة على ذلك، علينا الانتباه جداً على تطبيق قواعد النظافة والعناية. ومن أهم الإرشادات الوقائية مثلاً عدم النوم بالعدسات، كي لا تمنع وصول الأكسجين إلى القرنية مما يعرضها بالتالي للالتهابات، وعدم الاستحمام أو السباحة بالعدسات، لتفادي الالتهابات الطفيلية، وعدم غسلها بالماء إنما بسوائل خاصة وعدم استبدالها مع عدسات يستعملها شخص آخر، وعدم وضعها أكثر من ثماني ساعات يومياً وخلعها فوراً منذ إشارة الانزعاج الأولى. * هل تعتبر هذه الإرشادات الوقائية وعادات الاستخدام السليمة منصة مشتركة للجميع؟ _- بالطبع. أتوقف هنا للقول ان العدسات الطرية، وهي الأكثر استعمالاً، تتطلب عناية خاصة. صحيح أن وضعها على العين مريح جداً، مما يجعل كل من يضعها غير دقيق في تقويم مخاطر عدم تطبيق هذه القواعد والإرشادات. أنا أذكر هنا المدخنين والمدمنين على الكحول والمخدرات الذين لا يشعرون كثيراً بالانزعاج وربما الألم الناجم من وضع العدسات الطرية. وأحياناً، فانهم ينسون تماماً أنهم يضعونها! في أي حال، أنا أنصح الجميع باستعمال العدسات الطرية وبخاصة تلك اليومية التي توضع أثناء النهار ثم ترمى قبل النوم من دون الحاجة لا لتعقيمها ولا للمحافظة عليها لفترة طويلة.