ألقى الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، آلاف المناشير على غزة لحض السكان على إخلائها إلى مناطق حددها، وقال إنها "آمنة"، بينما تواجه المدينة هجوماً ضارياً. وحددت المناشير الموجهة إلى "كل المتواجدين في مدينة غزة"، باللغة العربية، طرقاً رسمت عليها أسهم تشير إلى ممرات الخروج من المدينة نحو الجنوب.
وحذر الجيش الإسرائيلي، ضمن المناشير نفسها، من أن "مدينة غزة سوف تبقى منطقة خطيرة للقتال"، وفق تعبيره.
وجاء في النص المكتوب على المناشير: "إلى سكان غزة، حفاظاً على سلامتكم وسلامة عائلاتكم، عليكم مغادرة منازلكم فوراً والانتقال إلى المناطق الآمنة التي حددناها لكم". وأرفقت المناشير بخرائط توضيحية لمناطق الإخلاء والممرات الآمنة المقترحة.
وقد أثار هذا الإجراء قلقاً واسعاً بين السكان المحليين، الذين يعانون أصلاً من الحصار والعمليات العسكرية المتكررة. وأعرب العديد من المواطنين عن مخاوفهم من عدم وجود أماكن آمنة كافية تستوعب الأعداد الكبيرة المتوقع نزوحها، وكذلك من خطر التعرض للقصف أثناء محاولتهم الانتقال إلى تلك المناطق.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر محلية أن عمليات القصف لا تزال مستمرة في مختلف أنحاء المدينة، مما يزيد من صعوبة التنقل والخروج الآمن للسكان. وأضافت المصادر أن البنية التحتية المتهالكة بسبب الحصار المفروض على غزة منذ سنوات، تفاقم من الوضع الإنساني المتردي وتزيد من معاناة المدنيين.
من جانبها، دعت منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى وقف فوري للعمليات العسكرية وتوفير ممرات إنسانية آمنة للمدنيين. وشددت هذه المنظمات على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في جميع الأوقات، مشيرة إلى أن الإخلاء القسري للسكان يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في القطاع.
ورغم التحذيرات، فإن العديد من سكان غزة يجدون أنفسهم أمام خيارات محدودة وصعبة، بين البقاء في منازلهم تحت تهديد القصف أو المخاطرة بالانتقال إلى مناطق أخرى قد تكون أيضاً غير آمنة. وفي ظل هذه الظروف المعقدة، يبقى الوضع الإنساني في غزة مرشحاً للتفاقم، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي للضغط من أجل التوصل إلى تهدئة عاجلة وإنهاء معاناة المدنيين.