لفظ طفل في الخامسة من عمره أنفاسه الأخيرة يوم الأربعاء 19 يونيو الجاري، بمستشفى الأم والطفل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس. وأفادت مصادر لجريدة "العلم" أن الطفل ينحدر من إحدى الدواوير التابعة لإقليمالحوز، وكان يعاني من مضاعفات متفاقمة نتيجة إصابته بمرض الحصبة (بوحمرون).
وأضافت المصادر ذاتها أن أسرة الطفل باشرت صباح يوم الخميس 20 يونيو الجاري إجراءات نقله إلى مسقط رأسه لدفنه.
وكانت مصالح وزارة الصحة قد أحصت خلال شهر مايو الماضي، 48 إصابة بمرض الحصبة (بوحمرون) في أحد الدواوير التابعة لإقليمالحوز. وأكدت مصادر أن فرق وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تتابع هذه الحالات، مشيرة إلى أن معظمها مستقرة ولا تدعو للقلق.
وزارت فرق التحري والبحث التابعة للمندوبية قرية أزكور بدائرة أمزميز، حيث تم تسجيل 48 حالة إصابة. وأكدت أن هذه الحالات "لا تشكل خطراً"، وتم تطعيم الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح المضاد للمرض في السابق وعلاج المصابين بعد تشخيص حالاتهم.
وشهد إقليمالحوز في الآونة الأخيرة زيادة في عدد المصابين بمرض الحصبة. وأعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن ارتفاع حالات الإصابة في المغرب، خاصة في جهة سوس ماسة ومناطق أخرى بجهة مراكشآسفي، وذلك في سياق عالمي يشهد زيادات كبيرة في عدد الحالات وتفشي المرض على مستوى العالم، بما في ذلك دول أوروبية وإفريقية والولايات المتحدةالأمريكية ومناطق أخرى.
وأكدت الوزارة أنها اتخذت عبر مصالحها الجهوية والإقليمية مجموعة من التدابير الميدانية لتعزيز أنشطة الرصد الوبائي وحملات التلقيح، مما مكن من احتواء سرعة انتشار المرض. وأشارت إلى أن الحالات المسجلة في الأسابيع الأخيرة تركزت في إقليميتارودانت واشتوكة آيت باها.
خلصت التحريات الوبائية الميدانية إلى انخفاض الإقبال على التلقيح في بعض التجمعات السكانية، مما ساهم في انتشار الفيروس وظهور بؤر للإصابة.
وأشارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى أن التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من العديد من الأمراض المعدية، بما في ذلك الحصبة. ودعت الأمهات والآباء إلى الالتزام بجدول التلقيح المعتمد في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، الذي يشمل جرعتين ضد الحصبة في الشهرين التاسع والثامن عشر.
كما نصحت الوزارة بضرورة التوجه إلى أقرب مؤسسة صحية عند ظهور أعراض المرض (طفح جلدي مع حمى) لتلقي العلاج المناسب وتفادي المضاعفات.
وأكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنها توفر خدمة اللقاحات مجاناً عبر شبكة المؤسسات الصحية الأولية بمختلف أقاليم وعمالات المملكة، مشيرة إلى أن البرنامج الوطني للتمنيع يعد من البرامج ذات الأولوية لديها.