الضغط بالابتزاز والإغراء لوقف التقارب المغربي الكيني وسفيرة جديدة لكينيابالرباط لأول مرة وزيارة مرتقبة للرئيس الكيني إلى المغرب لم يستسغ قصر المرادية التقارب المسجل على مسار العلاقات الثنائية للمغرب وكينيا منذ بداية السنة الجارية، ليلجأ مجددا إلى أساليب المناورات والتشويش أملا في كبح النفوذ الدبلوماسي و الاقتصادي المغربي المتصاعد بالقارة الافريقية و سعيا للحيلولة دون انضمام نيروبي قريبا إلى نادي الدول الافريقية التي تلفظ تباعا المشروع الانفصالي بمخيمات تندوف.
بداية الأسبوع الجاري أوفد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على وجه الاستعجال وزير خارجيته أحمد عطاف دون سابق إشعار الى العاصمة الكينية نيروبي حيث تباحث مع نظيره الكيني وعرض عليه مجموعة من المشاريع الاقتصادية تمولها الخزينة الجزائرية بالعديد من المجالات التجارة والزراعة والصناعة والتعليم والتدريب والطاقة والدفاع والأمن للتشويش على زيارة مرتقبة للرئيس الكيني ويليام روتو للمغرب و حث نيروبي على التراجع عن مسار التقارب الذي دشنته قبل أشهر مع الرباط و الذي قد يتطور مستقبلا إلى قرار بسحب اعترافها بالكيان الوهمي المصطنع في مخيمات تندوف...
مسار العلاقات المتميزة والواعدة بين الرباطونيروبي تقوى الاثنين الماضي بموافقة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الكيني على تعيين السفيرة جيسيكا موثوني جاكينيا كممثلة للبلد الافريقي بالرباط.
ويشكل تعيين جاكينيا نقطة تحول جذري في مسار العلاقات الثنائية بين المغرب وكينيا التي سارعت قبل أشهر الى تسريع مساطر إنشاء سفارة خاصة بها بالرباط بعد عقود من تمثيلية دبلوماسية اقتصرت على قنصلية فخرية على عكس تواجد سفارة مغربية بنيروبي منذ سنوات.
وخلال عرضها أمام اللجنة البرلمانية الكينية التي تجيز ترشيحات رئيس الدولة للمناصب الدبلوماسية، دافعت موثوني عن "أهمية تقوية العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين نيروبيوالرباط"، مؤكدة أنها "ستسعى خلال عملها على إقناع السلطات المغربية بتشييد مصنع لإنتاج الأسمدة في بلادها".
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، قد استقبل قبل ثلاثة أسابيع، الكاتب الأول المكلف بالشؤون الخارجية في كينيا، المبعوث الخاص للرئيس الكيني، السيد أبراهام كورير سينغوي، حاملا رسالة من الرئيس الكيني إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي تصريح للصحافة عقب مباحثاتهما الثنائية قال السيد سينغوي، إنه سلم السيد بوريطة رسالة من رئيس جمهورية كينيا، السيد وليام روتو، إلى جلالة الملك، مشيدا بالعلاقات الثنائية التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية كينيا.
وكشفت صحف كينية بداية الشهر الجاري أن الرئيس الكيني، ويليام روتو، سيزور المغرب خلال الأسابيع المقبلة، حاملا معه أجندة ملفات سياسية و اقتصادية أبرزها برنامج استثماري رائد للمكتب الشريف للفوسفاط لتشييد مصنع كبير للأسمدة بكينيا .
ويتمتع المغرب بحضور اقتصادي في كينيا، خاصة في مجال المعاملات المصرفية، ويأمل أن يعزز هذا الحضور بتحويل كينيا لنقطة ارتكاز إقليمية في منطقة شرق افريقيا في مجال الصناعات التحويلية و الأسمدة.