هل أخلت شركات الاستيراد والتوزيع بالتزاماتها المتضمنة في التسوية التصالحية؟ تراجعت أسعار النفط في الأسواق العالمية بعد سلسلة الارتفاعات التي عرفتها خلال الأسابيع القليلة الماضية. وهكذا كانت أسعار النفط قد أنهت يوم الجمعة الماضي تداولاتها على ارتفاع طفيف لم يتجاوز 0,3 بالمائة بعدما كانت قد سجلت خسائر كبيرة خلال الأسبوع الماضي .وارتفعت العقود الآجلة بنسبة 0,75 بالمائة ليصل سعرها إلى 76,41 دولارا للبرميل الواحد، بينما زادتفي الوقت نفسه العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم يناير المقبل بنسبة 0,72 بالمائة ليصل إلى 71,74 دولارا للبرميل . وكان الخامان مع بعضهما تعرضا إلى ضربة قوية في تعاملات الأسبوع الماضي حيث تراجعت أسعارهما بنحو 3,8 بالمائة لكل منهما ، ليسجلا معا فترة تعتبر من أطول سلاسل الانخفاضات الأسبوعية منذ 2018 بسبب المخاوف المستمرة من تخمة المعروض . إلا أنه على المستوى الداخلي، اكتفت أسعار الغازوال و البنزين بتسجيل تراجع رمزي في السوق الداخلي والتي لم تتجاوز قيمتها بعض السنتيمات القليلة جدا، و التي لا تمثل شيئا مقارنة مع نسبة تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية كما بينا سابقا، بحيث ظل سعر الغازوال فيما يقارب 14 درهما للتر الواحد ، و سعر البنزين فيما يناهز 16 درهما للتر الواحد ، بما يؤشر على أن شركات استيراد و توزيع المحروقات واصلت تلاعباتها بالأسعار بعدم ملاءمة الأثمان الداخلية مع نظيرتها في الأسواق الدولية . وهذا يعني أن هذه الشركات بدأت مرحلة ما بعد التسوية التصالحية التي أبرمتها مع مجلس المنافسة ، لتصحيح الاختلالات الكبيرة التي سجلها مجلس المنافسة بسبب تلاعب هذه الشركات بالأسعار و مراكمة الأرباح الطائلة بدون موجب حق ، باقتراف نفس الممارسات ،رغم تعهدها عبر إبرام التسوية التصالحية بعدم العودة إلى اقتراف هذه الأفعال .