تبون ينسب موقفا غريبا لضيفه أردوغان حول نزاع الصحراء يوما واحدا بعد ركوب وزيره الأول على القضية الفلسطينية لحشد الدعم للأطروحة الانفصالية البئيسة في مخيمات تندوف , جاء الدور على الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ليمارس هواية التلفيق و الكذب و التلفيق المفضلة لإعلامه و أقطاب نظامه .
بمؤتمر صحفي أعقبت مباحثات جمعت عبد المجيد تبون بضيفه التركي رجب الطيب أردوغان لم يجد الرئيس الجزائر حرجا في الإشارة الى أنه سجل توافقا في وجهات النظر بين الجزائروتركيا حول ملفات دولية على غرار مالي، النيجر والصحراء .
و بالعودة الى التغطية الصحافية للندوة بالاعلام التركي لا ترد إطلاقا كلمة الصحراء سواء في تصريحات أو محادثاث الرئيس التركي , بل إن وكالة الانباء الجزائرية التي ما زالت منذ أشهر تحظر على المغاربة الولوج الى موقعها في العنكبوتية لم تنشر بعد نص الإعلان المشترك الإعلان المشترك للاجتماع الثاني لمجلس التعاون رفيع المستوى بين الجزائروتركيا .
لم يتحدث الرئيس التركي أردوغان نهائيا عن قضية الصحراء في الندوة الصحفية ولم تنقل وسائل الإعلام الرسمية بتركيا عنه أي تصريح مشابه , بل أن حتى الموقع الرسمي للرئاسة التركية و الذي أسهب في ذكر تفاصيل زيارة السيد أردوغان للجزائر و أستعرض أهم المواضيع التي تطرق لها في المؤتمر الصحفي المشترك مع تبون , و التي لم يرد بها أي استحضار لملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية أو ما يفيد توافق مواقف تركيا و الجزائر فيما يخص ملف الصحراء .
فهل فعلها الرئيس تبون مجددا و ألصق بضيفه التركي موقفا بهذه الحساسية مع إدراكه المسبق بما ينطوي عليه من عواقب و تبعات سياسية و دبلوماسية , أم أن المصداقية و النزاهة و المسؤولية أضحت آخر ما يمكن للنظام الجزائري أن يلتزم به من سلوكيات .....؟
لقد إعتاد الاعلام الرسمي الجزائري و حتى المستقل منه الموجه من النظام , أن يدلس المعلومات و يختلق الأحداث و المواقف فيما يتعلق بسمعة المغرب أو بملف النزاع الإقليمي المفتعل , و فسر حينها أن الأمر يرتبط بمحاولة إلهاء و تدجين الرأي العام الجزائري و تسويق إنتصارات وهمية له ...لكن أن يكون قصر المرادية طرفا في لعبة التضليل هذه فإن الوضع يدعو الى وقفة للتساؤل عن مدى جدية النظام الجزائري و مؤسسات الدولة به .
لأصحاب الذاكرة الضعيفة أو المفبركة بالجارة الشرقية يتعين التذكير أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو كان قد جدد شهر ماي 2022 بمدينة مراكش، تأكيده على "الموقف المبدئي لتركيا بخصوص الوحدة الترابية للدول وسيادتها، وأن تركيا تدعم سيادة المغرب الشقيق ووحدته الترابية"...
فهل تسببت الصدمات و الانكسارات الدبلوماسية و الاقتصادية المتتالية لحكام الجارة الشرقية في حالة إنفصام متقدمة، أضحى بفعلها أقطاب النظام عاجزين حتى عن التمييز بين الوقائع و الهلوسات.. أم أن السلوك الرئاسي الجديد يندرج ضمن متطلبات سنة النفير و حشد الدعم بكل الوسائل المشروعة منها و الملتبسة للوهم الانفصالي المصطنع في مخيمات تندوف ؟.....