تفيد المعطيات المتوفرة حتي الآن أن اتفاقيات التبادل التي أبرمها المغرب مع عدد من الشركاء التجاريين ، كانت لها نتائج إيجابية على العمو، سواء على مستوى الاستثمارات المتي تدفقت على بلادنا أوعلى مستوى الصادرات المغربية نحو الوجهات المستهدفة. وتظهر هذه الحصيلة الإيجابية، بالنسبة للاتفاقيات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي و الولاياتالمتحدةالأمريكية وتركيا والدول العربية وخصوصا اتفاقية أكاديرالتي تهم المغرب وتونس ومصر والأردن .. وقد أبرز وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز، يوم الثلاثاء، أمام مجلس المستشارين، أن التقييم الأولي لحصيلة هذه الاتفاقيات، مكنت المغرب من تحقيق دينامية جديدة في مجال الاستثمارات الخارجية المباشرة، التي عرفت قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، مشددا على أهمية إنعاش الصادرات المغربية عبر إنجاح «مخطط المغرب المصدر» وهي الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز المكتسبات التي حققها المغرب، عبر تنويع المنتوجات والأسواق ومضاعفة قيمة الصادرات في أفق سنة 2015، ورفعها ثلاثة مرات في أفق سنة 2018. وأكد الوزير أن الاتحاد الأوروبي ظل المصدر الرئيسي لهذه الاستثمارات بحوالي 80 في المائة من مجموع الاستثمارات الخارجية خلال الفترة الممتدة من 2000 إلى 2008، مع غلبة لكل فرنسا وإسبانيا، وهما الدولتان اللتان تستحوذان على 63 في المائة من مجموع هذه الاستثمارات، وتظل الاستثمارات العربية في المغرب دون المستوى المطلوب، إلا أن الإمارات العربية المتحدة سجلت 5 ملايير درهم برسم سنة 2008، وهو ما أهلها لاحتلال المرتبة الثالثة في قائمة الدول المستثمرة بالمغرب بعد فرنسا واسبانيا، في حين تشكل الاستثمارات الأمريكية بالمغرب حوالي 6ر3 في المائة من المجموع.. أما بخصوص المبادلات التجارية فقد سجلت ارتفاعا في الصادرات الواردات على حد سواء، وهكذا بلغت قيمة الصادرات مع الاتحاد الأوروبي حوالي 2ر92 مليار درهم سنة 2008 مقابل 6ر59 مليار درهم سنة 2000، وهو ما يعادل زياردة بنسبة 6 في المائة كمعدل سنوي، وبلغت قيمة الواردات 8ر168 مليار درهم مقابل 4ر72 مليار درهم خلال الفترة نفسها، وهو ما يعادل زياردة بنسبة 11 في المائة كمعدل سنوى .. أما بالنسبة للمبادلات، في إطار اتفاقية أكادير، فقد بلغت قيمة مجموعها حوالي 5ر6 مليار درهم سنة 2008، مقابل 5ر2 مليار درهم سنة 2004، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 27 في المائة، وسجلت الصادرات 3ر1 مليار درهم، مقابل 8ر0 مليار درهم، أي بزيادة 15 في المائة خلال الفترة نفسها، إلى جانب التطور الذي شهدته مبادلات المغرب مع الدول العربية بشكل عام، حيث أوضح عبداللطيف معزوز أن المغرب كان من الدول العربية الأولى التي وقعت على اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية وبرنامجها التنفيذي، والتي تم بموجبها إنشاء منطقة تجارة حرة عربية كبرى ،وإلغاء كافة الرسوم الجمركية على السلع المتبادلة بين الدول العربية المطبقة لهذه الاتفاقية ابتداء من فاتح يناير 2005 . وأشار الوزير إلى وجود اتفاقيات تبادل حر ثنائية تربط المغرب مع كل من مصر والأردن وتونس التي دخلت حيز التنفيذ سنة 1999، ومع الإمارات العربية المتحدة التي دخلت حيز التنفيذ في سنة 2003 . وبخصوص المبادلات التجارية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، أشار الوزير إلى ارتفاع وتيرة الصادرات بنسبة 42 في المائة كمعدل سنوي، حيث انتقلت قيمتها من 3ر2 مليار درهم سنة 2006 إلى حوالي 1ر6 مليار درهم سنة 2008، في حين أن قيمة الواردات ارتفعت من 5ر9 مليار درهم إلى حوالي 6ر16 مليار درهم، أي بالوتيرة نفسها التي عرفتها الصادرات. وبالنسبة لمبادلات المغرب مع تركيا، فقد سجلت قيمتها على مستوى الصادرات حوالي 1ر1 مليار درهم برسم سنة 2006 وانتقلت إلى حوالي 3ر2 مليار درهم برسم سنة 2008، أي ما يعادل ارتفاعا سنويا بحوالي 48 في المائة، في حين أن قيمة الواردات سجلت 5ر5 مليار درهم ، وانتقلت إلى حوالي 3ر8 مليار درهم، خلال الفترة نفسها، أي مايعادل ارتفاعا بنسبة 33 في المائة كمعدل سنوي.