أعلنت الدارالبيضاء مساء يوم الاثنين 21 غشت 2023 بساحة بشار الخير بالحي المحمدي عبر حفل افتتاحي عن انطلاق فقرات المهرجان الوطني لظاهرة المجموعات في دورته الثانية. وقد رفع هذا الأخير كشعار له هذه السنة " ظاهرة المجموعات التاريخ والمسار والأنماط" في دلالة واضحة على ضرورة الاحتفاء بتاريخية الفن الغيواني الذي شكل عند تأسيسه نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن العشرين لحظة إبداع فني مغربي من خاص عملت على الاشتغال على التراث الشفاهي المغربي و تجسيده في أعمال غنائية ومسرحية خالدة اضطلعت بها عدد من المجموعات المؤسسة لهذا الفن عبر ربوع وطننا الحبيب مثل ناس الغيوان وجيل جيلالة والمشاهب لتحتل بذلك مساحات واسعة من الفعل الثقافي ببلادنا لعقود طويلة من الزمن و إلى حدود الآن ضمن رهان كبير على ضمان إنجاح استمرارية هذه الحركة الفنية المغربية التي اصبحت واقعا تاريخيا ممتدا في الزمان و مخترقا لكل أبعاد الوجود الإنساني الشعبي للمغاربة. وقد شكل حفل الافتتاح لحظة احتفالية حاولت أن ترسم لوحات فنية ذات نفس غيواني خاطبت بشكل واضح الذاكرة الجماعية للجمهور المغربي سواء الحاضر في عين المكان أو المتتبع للحدث عبر عدد من المنابر الإعلامية في مشهد احتفالي زينته مشاركة عدد من الفرق الغنائية، وهي مجموعة جيل جيلالة و مجموعة ميلود مسناوة و مجموعة إسلان التي عملت على التغني بقطع ذات نفس غيواني ما كان لها إلا ان تخاطب الوجدان الشعبي من جديد، و تعيد رسم شريط نوستالجي عاد بأذهان المتتبعين إلى الزمن الثقافي الجميل الذي كان فيه للمجموعات حضور كبير و متميز. للإشارة فقد تميز هذا الحفل أيضا بعرض شريط وثائقي يوثق لأهم محطات تأسيس الفن الغيواني برواده البارزين الأوائل أمثال الراحلين العربي باطما و بوجميع، قبل أن تشكل لحظة تكريم ذكرى الراحل الطاهر الأصبهاني أحد أبرز الفقرات التي عرفها هذا الحفل الافتتاحي و في حضور عدد من أفراد أسرة الراحل التي تفاعلت بشكل وجداني كبير رفقة الجمهور الحاضر مع شريط وثائقي قصير تم تقديمه بهذه المناسبة والذي يسجل أهم المحطات التي عرفها المسار الفني للطاهر الاصبهاني أحد أعمدة الفن الغيواني و الرواد الأوائل بمجموعة جيل جيلالة، في مشهد رسم فعلا أجواء من الحنين و الاعتراف بالمجهودات الكبرى التي قدمها الراحل في مشهدنا الثقافي المغربي ككل. وينبغي التذكير أن حفل الافتتاح قد عرف أيضا مشاركة عدد من أعضاء اللجنة المنظمة لهذا المهرجان بكلمات تقديمية عبرت في مجملها عن الرهان القوي في إنجاح هذه التظاهرة خدمة لتحقيق احتفاء بالتاريخ الفني ليس فقط خاص بالحي المحمدي و إنما أيضا له ارتباط التاريخ الثقافي المغربي بشكل عام. أما عن تنشيط فقرات هذا العرس الثقافي فقد اضطلع به المسرحي و المهتم بالفن الغيواني فريد لمكدر. ويبقى الجمهور البيضاوي والمغربي على موعد مع عدد من السهرات الغنائية و اللقاءات الفكرية، التي ستنظم طيلة أيام هذا المهرجان و إلى حدود نهاية الأسبوع الحالي سواء في ساحة بشار الخير أو بالخزانة البلدية و المركب الثقافي التابعين لتراب مقاطعة الحي المحمدي.