إثر تساقطات ثلجية كثيفة لم تعهدها درعة تافيلالت.. الجهود المتواصلة على كافة المستويات تتمكن من فتح عدد من المحاور الطرقية ذات الأولوية تواصل مختلف المصالح المعنية عملها الدؤوب لفك العزلة عن مجموعة من الدواوير بأقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير اثر التساقطات الثلجية الكثيفة،مسخرة عددا مهما من الموارد البشرية،و الآليات والجرافات، لإعادة تشغيل الطرق والممرات المقطوعة،وتقديم يد المساعدة للساكنة المتضررة،وضمان انسيابية حركة سير الشاحنات التجارية لتموين الأسواق في مثل هذه الظروف الجوية الصعبة.
كما تم ربط مطار ورزازات بجسر جوي مفتوح عبر طائرات القوات المسلحة الملكية التي تقوم بنقل المساعدات الإنسانية الاستعجالية و المواكبة الاجتماعية،وتسهيل الولوج للخدمات الصحية لفائدة السكان بالمناطق المتضررة،وتقديم رعاية طبية على مستوى القرب،تنجزها مؤسسة محمد الخامس للتضامن تنفيذا للتعليمات الملكية السامية المستعجلة.
وحسب مصادر من عين المكان،فإن التساقطات الثلجية الكثيفة ،وخاصة يوم الجمعة 17 فبراير الجاري،لم تعرف لها المنطقة مثيلا منذ أزيد من 80 سنة.
وصرح يونس مسكيني المدير الجهوي لوزارة التجهيز والماء بدرعة تافيلالت لجريدة "العلم" أن مصالح الوزارة تدخلت بصفة فورية تبعا للنشرة الانذارية السابقة،التي ساعدت على حسن تموقع الآليات بشكل استباقي،في اطار تنسيق ما بين جميع المصالح المتدخلة في تدبير موجة البرد على مستوى الجهة والاقاليم التابعة لها،قصد نجاح عملية إزاحة الثلوج،ومواجهة نقاط الانقطاع وتساقط الأحجار على مستوى بعض المقاطع،ولهذا الغرض تمت الاستعانة بموارد بشرية جد مهمة،وتسخير58 آلية ،نال منها إقليمورزازات حصة الأسد كونه شهد تساقطات استثنائية.
وأضاف أنه بفضل تظافر الجهود، تم التمكن إلى غاية ليلة الأحد، من فتح مجموعة من المحاور الطرقية من بينها الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش و ورزازات،والطريق الوطنية رقم 12 الرابطة بين القصيبة بني ملالوإقليم تنغير،والطريق الوطنية رقم 13 ما بين الراشيدية و ميدلت و أزرو افران،والطريق الوطنية رقم 10 ما بين ورزازات واكادير عبر تزناخت و تارودانت،إضافة إلى مجموعة من المقاطع الأخرى.
وعن الصعوبات التي واجهة فرق التدخل،استحضر المدير الجهوي السمك الكبير للثلوج في بعض المقاطع،والذي تراوح على مستوى الطريق الوطنية رقم 9 ما بين 80 و 90 سنتيمترا إلى متر و 20 سنتيمترا ،إضافة الى تساقط الثلوج خلال يومين بشكل متسلسل، الشيء الذي صعب تدبير عملية السير و الجولان،وفتح الطرق في وجه حركة السير بصفة مستمرة،و حتم تدبير العملية بشكل منقطع أي بنظام القوافل،وكذلك قطع حركة السير قصد تمكين الاليات وفرق التدخل من القيام بواجبها اثناء ظروف مناخية صعبة.
و أوضح يونس مسكيني أن عمليات التدخل تتم حسب الأولويات،حيث تم الحرص على البدء بالمحاور الوطنية،وبعد ذلك المقاطع الجهوية ثم الإقليمية و المقاطع غير المصنفة التي تربط بين الطرق غير المصنفة بمجموعة من الدواوير المحاصرة بالثلوج،إذ أن المجهودات متواصلة،ليلا ونهار، 24 ساعة على 24 ساعة،من أجل بلوغ كافة الدواوير المحاصرة بالثلوج،وتمكين قاطنيها من المواد الغذائية اللازمة و المساعدات الضرورية في مثل هذه الظروف. كما تم الاعتماد على آليات وفرتها وزارة التجهيز والماء و جميع المتدخلين في العملية لدعم حضيرة الاليات من جهات ترابية لم تكن معنية بالنشرات الانذارية،وذلك من أجل نجاعة التدخل وسرعته.