من كيوتو الى كوبنهاغن، تقع مهمة اتخاذ قرار حول معاهدة عالمية جديدة لحماية المناخ على عاتق مؤتمر الأممالمتحدة الخامس عشر حول المناخ. والهدف هو تخفيض كمية انبعاث الغازات العادمة بمقدار النصف حتى العام 2050 من أجل إيقاف الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الأرض وتبعاته الخطيرة. التقى في منتصف ديسمبر 2009 في كوبنهاغن مندوبو جميع دول العالم في محادثات تستغرق أسبوعين، وذلك في اجتماع هو الأكبر حتى الآن. نتائج هذا المؤتمر لن تغير وجه الأرض فقط: إنها ستؤثر في مصير مئات الملايين من الناس. مؤتمر كوبنهاغن يتناول أسس حياتهم، يتناول حماية الغلاف الجوي المحيط بالأرض من مخاطر الاحتباس الحراري. حاليا تعيش الانسانية حالة من الأوضاع التي تؤدي الى ارتفاع متوسط الحرارة على الأرض بمقدار 7 درجات مئوية حتى نهاية القرن، مقارنة بالفترة م ا قبل الثورة الصناعية. هذا الارتفاع في الحرارة سيكون أسرع وأكبر من الارتفاع الذي شهدته الأرض منذ العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 15000 سنة. وقتها ارتفعت الحرارة العالمية بحوالي خمس درجات على مدى 5000 سنة. أما أسباب ذلك الارتفاع فقد كانت أسبابا طبيعية. أما أسباب تحول المناخ في العصر الحديث، فهي بسبب الإنسان قبل كل شيء، فالإنسان يحرق الكثير من مصادر الطاقة التقليدية، أي الفحم والنفط والغاز. كما أنه يقضي على الكثير من الغابات. وفوق كل هذا يزرع الأراضي بشكل خاطئ، أي بطريقة مضرة بالمناخ. وإذا لم تتغير هذه الأمور، فإنه من الممكن على سبيل المثال أن يفقد قريبا عشر سكان العالم البالغين اليوم 7 مليارات إنسان موطنه بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر. الخطر واضح إذن، ولكن لم يتم تجنبه حتى الآن . في عام 1993، في مؤتمر الأرض في ريو دي جانيرو تم الاتفاق بين شعوب العالم على المحافظة على مستوى معين من الغاز العادم، »عند مستوى يمكن من خلاله تجنب التأثيرات الخطرة على نظام المناخ«. بعد خمس سنوات جاءت معاهدة »بروتوكول كيوتو«، الذي يلزم عددا كبيرا من الدول، بما فيها معظم الدول الصناعية ودول المنظومة الشرقية السابقة بتخفيض انبعاث الغازات العادمة المضرة بالمناخ، أو على الأقل تحديدها. ولكن لا وعود ريو، ولا آمال كيوتو تحققت أو أثبتت فعاليتها حتى اليوم.