تشنج و اتهامات متبادلة حول مصاريف الجبهة المضخمة و خلاف حاد حول مساطر انتخاب القيادة الجديدة كادت أجواء نقاش عاصفة و مناوشات بين قيادات جبهة البوليساريو، همت بالأساس شكوكا أثارتها المصاريف المضخمة و المبالغ في أرقامها التي وردت بتقرير مالية الجبهة فضلا عن خلافات حادة حول مساطر انتخاب قيادة الجبهة , أن تعصف بمؤتمر الجبهة الذي كان من المفروض أن ينهي أشغاله مع الساعات الأولى لأول أمس الأربعاء .
و كشفت تسريبات من داخل الجلسة المغلقة المخصصة لمناقشة التقرير المالي للجبهة أن تدخلات الجناح الموالي البشير مصطفى السيد، شككت في مصداقية و نزاهة التقرير المالي الذي قدمته اللجنة المنظمة المحسوبة على حاشية إبراهيم غالي , واعتبرته فضيحة بكل المقاييس لتضمنه أرقام مصاريف فلكية تهم أساسا نفقات كماليات و رواتب القيادة التي استحوذت على حصة الأسد من ميزانية الجبهة .
و كشف تقرير لأنصار منتدى دعم الحكم الذاتي من قلب قاعة المؤتمر أن التدخلات حول مالية الجبهة أخدت حيزا كبيرا من اليوم الرابع والأخير من برنامج المؤتمر وصل حدود التشنج وتحميل القيادة المسؤولية عن انتكاسات الجبهة داخليا و خارجيا واقتصار اهتماماتها بالمصاريف الزائدة والانفاق على راحتها ، وترك الأساسيات ، وتهويل الأرقام وتضخيم النفقات ، رغم ما تعانيه المخيمات من فقر وسوء تغذية ونقص في كل المواد الضرورية والمواد الحيوية .
و أمام صعوبة تمرير التقرير المالي بالتصفيق للانتقال الى مناقشة مساطر انتخاب الأمين العام للجبهة و تنصيب لجنة ترشيحات يتحكم فيها التيار المناصر لزعيم الجبهة الباحث عن عهدة جديدة , تدخلت رئاسة المؤتمر لإعلان رفع الجلسة للحيلولة دون تطور النقاشات الساخنة الى مواجهات عنيفة تنسف المؤتمر .
و بعد التشاور مع ضباط المخابرات الجزائرية المشرفين على المؤتمر، قررت اللجنة المنظمة تمديد المؤتمر ليومين إضافيين لتمكين جناح غالي من ترتيب أوراقه و الدخول في تسويات مع جناح البشير مصطفى السيد المتشبث بحق الترشيح لمنافسة غالي على منصب الأمانة العامة للجبهة.