يبدأ غدا الثلاثاء تطبيق قرار منع ولوجِ التراب الوطني على القادمين من الصين وسط عدة قراءات بشأن جدوى هذا الإجراء وحيثياته يدخل يومَ غد الثلاثاءَ، قرارُ منع السلطات المغربية جميعَ المسافرين القادمين من الصين من ولوج الترابِ الوطني حيز التنفيذ، وذلك على خلفية تطور جائحة كوفيد-19 بهذا البلد، وقصد تفادي موجة جديدة من العدوى بالمغرب وكل تداعياتها. غير أن السؤال المطروح هو هل يكفي هذا الإجراء لوقاية المملكة من متحورات كورونا فعلا؟ والذي يجيب عنه الخبراء باختصار بأنه غيرُ كافٕ. الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، يفسر ذلك بالقول إنه لا وجود لأي إجراء في العالم يمنع انتشار المتحورات، خاصة الجديدة التي تتصف بسرعة الانتشار، واستدرك في تصريح ل"العلم"، بأن منظمة الصحة العالمية تتفهم هذه الإجراءات، لأن الدول تريد معرفة معطيات لا تصرح بها الصين بشأن المتحور السائد فيها. وقال الطيب حمضي، إنّ الإجراء الجديد القاضي بتعليق المغرب الرحلات القادمة من الصين لا يعني العودة إلى بداية 2020، وإنما هو إجراء احترازي راجع إلى أن الصين لا تشارك المعلومات بشأن المتحور السائد لديها، رغم أن منظمة الصحة العالمية طلبت منها مشاركة المعلومات الجينية وكل ما يتعلق بالفيروس، ولم تفعل رغم إصابة أغلب ساكنتها (نحو مليار ونص المليار نسمة)، لم يسبق لهم أن أصيبوا بسبب "سياسة صفر كوفيد". وأضاف في تصريح ل"العلم" ليس هناك معطيات للتتبع، ولهذا نأخذ إجراءاتنا الاحترازية، فيمكن أن يكون متحور أكثر خطورة ونحن لسنا على دراية به". وأوضح أن دولا أوروبية فرضت إجراء فحص فقط للقادمين من الصين، والمغرب لجأ إلى الإغلاق؛ بالنظر إلى أن الأمر يعود إلى أن المواطنين المغاربة لا يلجؤون إلى الفحص والقيام بالتحاليل حتى لو كانوا يعانون من الأعراض. وتابع المتحدث أن الدول الأوروبية يمكنها عن طريق الفحص التعرف على تركيبة المتحور السائد، بينما إذا تم ترك المجال مفتوحا في المغرب، فلن نعلم بظهور متحور جديد حتى يفوت الأوان. وشدد على أن ظهور أي متحور يبقى مسألة وقت، معتبرا أن من بين أهداف مثل هذه الإجراءات الضغط على الصين لمشاركة المعطيات اللازمة. من جهته، قال سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كورونا، إن الفيروس التاجي عابر للقارات، وعلى الجميع أن يتذكر أن كورونا انطلقت في يوهان الصينية، مؤكدا على ضرورة تحلي جميع الدول باليقظة، ولهذا تم تمديد حالة الطوارئ الصحية ببلادنا، كما تم إغلاق الحدود في وجه القادمين من الصين. وأفاد عفيف، بأن لجنة اليقظة التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تتتبع الأوضاع وتتأكد من دخول أن متحورات جديدة إلى المغرب، موضحا بأن السائد حاليا في الصين هو متحور جديد من متحورات أوميكرون.