تزامنا مع زيارة وزيرة الدفاع في حكومة بيدرو سانشيز، مارغاريتا روبليس إلى مدينة سبتةالمحتلة، كشفت رئاسة الوزراء الإسبانية أن 43 في المائة من الجنود الإسبان المتمركزين في سبتة من أصول مغاربية، وهي العبارة المستخدمة لتفادي الحديث عن كونهم من أصل مغربي، وهي الأولى منذ 26 عاما. ذلك أن المغرب كان يعترض على زيارات المسؤولين الإسبان للمدينتين المحتلتين، وكان الأمر يسبب مشاكل في العلاقات بين البلدين. وكان وزير الخارجية الأسبق مغيل أنخيل موراتينوس قد أوصى المسؤولين الإسبان آنذاك بعدم إغضاب المغرب والعمل على تقريب وجهات النظر عن طريق الاهتمام بما يجمع البلدين، وتجنب ما يفرقهما في إشارة إلى موضوع سبتة ومليلية. وقال الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء الإسبانية إن سبتة تعرف تمركز 3000 جندي تم دمجهم في مجموع السكان المحليين البالغ 82.500 نسمة، مبرزة أن 54 في المائة منهم "إسبان من أصل أوروبي"، و43 في المائة "من أصل شمال إفريقي"، بالإضافة إلى وجود تمثيل عبري وهندوسي. وحلت وزيرة الدفاع بالمدينة المتمتعة بحكم ذاتي للمرة الأولى منذ أكثر من ربع قرن، وتحديدا منذ زيارة وزير الدفاع الأسبق إدواردو سييرا ريتشاش سنة 1996 في عهد رئيس الوزراء خوسي ماريا أثنار، وكانت من أهداف هذه الزيارة تقديم التعازي لعائلة الجندي إدريس عمار، ذي الأصل المغربي، الذي قُتل بالرصاص في حي "برينسيبي" الخطير شهر أكتوبر الماضي. وزارت روبليس رفقة رئيس أركان القوات المسلحة الإسبانية، الجنرال أمادور إنسينيات، مقر القيادة العامة للجيش في سبتة ومواقع وحداتها، بما فيها المجموعة الرابعة والخمسين من الجنود النظاميين الخاصة بمدينة سبتةالمحتلة بثكنة "غونزاليس تابلاس"، وذلك بحضور رئيس الحكومة المحلية للمدينة خوان خيسوس فيفاس ومندوب الحكومة المركزية رافاييل غارسيا رودريغيز. وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي عادت فيه العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي بعد تغير الموقف الإسباني من قضية الصحراء، وترحيب مدريد بمقترح الحكم الذاتي المغربي، كما تأتي في ظل تكثيف التعاون المغربي الإسباني في عدد من الميادين، وعلى رأسها التعاون الأمني في محاربة الهجرة السرية والإرهاب. كما تأتي في هذه الظروف حيث لم تثر زيارة وزيرة الدفاع أية ردود فعل من الجانب المغربي. وذلك في الوقت الذي اتفق فيه البلدان على تطوير علاقاتهما، بما يضمن مصلحة البلدين. وكان المغرب وإسبانيا عقب لقاء جلالة الملك مع رئيس الحكومة الإسبانية قد رسما خارطة طريق لهذه العلاقات الجديدة المبنية على الثقة والاحترام.