أول شحنة من الغاز تضخ من اسبانيا إلى المغرب عبر أنبوب الغاز المغاربي شرعت إسبانيا ابتداء من أول أمس الثلاثاء في تزويد المغرب بالغاز عبر انبوب الغاز الأورو مغاربي الذي أوقفت الجزائر من طرف واحد نشاطه قبل ثمانية أشهر. مصادر صحفية اسبانية كشفت أن الانبوب المغاربي شرع فعليا في ضخ الغاز في الاتجاه المعاكس بعد شرائه من طرف المملكة بالأسواق الأجنبية في شكل سائل ونقله بالسفن إلى محطة معالجة إسبانية، تعيد تحويله إلى غاز لإرساله عبر الأنبوب المغاربي إلى المملكة.
وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، قد أعلنت قبل عشرة أيام بالجلسة الأسبوعية لمجلس النواب، أن المغرب الذي نجح لأول مرة في تاريخه في الولوج إلى السوق العالمية للغاز المسال، توصل من شركات عالمية بعشرات العروض، تدارستها لجنة خاصة وسوف يوقع أول عقد بحر الأسبوع الماضي.
المسؤولة الحكومية سجلت أيضا أن توقف تدفق الغاز الجزائري إلى المغرب، بسبب عدم تجديد عقود أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، لم يؤثر على إنتاج الكهرباء في المملكة، كما أنه لم يسبب أي نقص أو عجز على مستوى تلبية احتياجات المغرب من الكهرباء. وكانت الجزائر التي أعلنت حرب طاقة مفتوحة ضد المغرب , تراهن على فشل الرباط و مدريد في إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي تخلت عنه الحكومة الجزائرية و تحولت ملكية الشطر العابر للتراب المغربي للدولة المغربية , حيث أكد الاعلام المقرب من قصر المرادية على لسان مسؤولين بمؤسسة سوناطراك للمحروقات الاستحالة التقنية لضخ الغاز في الاتجاه المعاكس من الخط الغازي و هو الرهان الفاشل الذي بدده التعاون و التعاون و التنسيق الوثيق بين الرباط و مدريد، و الذي توج بتأهيل الأنبوب في ظرف زمني قياسي و تحضيره لنقل شحنات الغاز في اتجاه المغرب بعد معالجتها بمحطات جنوباسبانيا في انتظار أن تتوفر المملكة على محطتها الخاصة لتمييع الغاز السائل بميناء الناظور المتوسطي أو مرفإ خاص بالمحمدية. وقبل شهرين هددت الجزائر بوقف تصدير غازها نحو إسبانيا، في حال قيام مدريد بإعادة تصدير جزء من الغاز الجزائري إلى المغرب , إثر تلقي وزير الطاقة محمد عرقاب، رسالة من نظيرته الإسبانية تيريزا ريبيرا تبلغه فيها بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي، عبر أنبوب الغاز الأورو مغاربي. النظام الجزائري وبعد فشله في التعطيل المزمن لخدمات الخط الغازي العابر للمغرب يكون بعد شروع الرباط في التوصل بحاجياتها من الغاز من الأسواق الدولية قد خسر أيضا رهان حرمان المملكة من مصادر آمنة و مستمرة للغاز الطبيعي لتأمين حاجيات الاستهلاك الداخلي تزامنا مع الازمة العالمية للطاقة التي تسببت فيها تداعيات التدخل العسكري الروسي بأوكرانيا.