بادرة أمير المؤمنين تأتي استجابة لطلب الجمهور الواسع ومواكبة للطفرة الرقمية وحفظا للدين بأمر من أمير المؤمنين، وفي استجابة لطلب الجمهور الواسع، حسب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، تم اليوم الإثنين 9 ماي 2022 إعطاء الانطلاقة الرسمية ل"منصة محمد السادس للحديث الشريف"، وذلك في ندوة صحافية احتضنها مقرُ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط.
وتعد هذه البادرة الملكية وفقَ مراقبين، حدثاً كبيرًا يميز سنة 2022، ويأتي بعد تأسيس إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم سنة 2004، وإنشاء القناة السادسة للقرآن الكريم سنة 2005، وإطلاق دروس الحديث النبوي في إذاعة القرآن الكريم، وجاء دور تطوير هذه الدروس الحديثية، وتحديث صيغة تقديمها لتساير الثورة الرقمية، وذلك حفظا للدين.
وفي كلمته بالمناسبة، وبعد شكر الحضور على المشاركة في هذا الحدث "الفريد الذي يتصل بالدين وبالعلم وبالتبليغ"، شرح التوفيق، سياقَي إطلاق المنصة العام والخاص، حيث بيّن في إيجاز مكانة الحديث الشريف وتاريخ جمعه وظهوره كعلم كامل، والدور المحمود الذي لعبه الأئمة الرواد في ذلك، واحتفاء المسلمين بالكتب العشرة المرجعية لدى أهل السنة، وعلى رأسها صحيحا البخاري ومسلم.
لكن هذا التراث الصارم وفق الوزير، لم يحسم أمر الحديث في حياة المسلمين، إذ ظلوا، ما لم يحتكموا إلى علماء هذا الفن، عرضة للتدليس الذي مرده إلى الأهواء تارة، وإلى قلة الفقه تارة أخرى، وضعف الاحتياط عند عدد منهم لأسباب الخوف أو الميول التي لا تقدر العواقب. وأكد المتحدث، أن المغاربة كانوا من أشد الناس حرصا على العناية بالحديث، وتجلى اهتمامهم في جوانب كثيرة منها الرحلة للتلقي ووضع المصنفات والشروح والاختصاص ببعض الأسانيد والاحتفال الرسمي والشعبي بختم البخاري، ووضع كتب تجمع بين الصحيحين، ووضع مختصرات، وترتيب قراءات لتوعية الناس بمكانة الحديث كقراءة كتاب الشفاء للقاضي عياض. وقال إن هذه العناية، كانت حاضرة لاسيما في عهد الدولة العلوية. وقد كانت الدروس الحديثية في حضرة السلطان سيدي محمد بن يوسف بمثابة تمهيد الدروس الحسنية. ومن منظور هذه العناية، يضيف الوزير، أسس صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه مؤسسة دار الحديث الحسنية. أما في عهد مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حسب المصدر ذاته، فقد تجلت العناية بالحديث، زيادة على ختم البخاري ليلة السابع والعشرين من رمضان، في: تجديد دار الحديث الحسنية، وإحداث جائزة أهل الحديث، والأمر بإقامة الدروس الحديثية التكوينية والتفاعلية في الإذاعة والتليفزيون. وفصّل الوزير في حيثيات إحداث المنصة وهي ثلاثة: أولها أن يعرف من يريد من الناس الحديث الصحيح من السقيم، ثانيها أن يصان حديث رسول الله من التزوير والعبث، ثالثها أن يستفاد من تكنولوجيا الإعلام في بلوغ هذا الهدف. وأكد على أن "إمارة المؤمنين تعتبر حفظ الحديث النبوي الشريف من حفظ دين الناس، وهو من شروط البيعة". وقد تكلفت لجنة من ثمانية علماء مختصين في الحديث، بجمع متن من عشرة آلاف حديث، وبيان نوعيتها، وهم رؤساء وأعضاء مجموعة من المجالس العلمية، وساعدهم عدد من المرشدين، وذلك وفق خطة من عدة مراحل، قواعد مؤطرة، جمع المتون المحتج بها في الموطإ وصحيحي البخاري ومسلم، وكتب السنن المعتمدة، وتخريج أحاديث السنن الأربعة. وإدخال زوائد. وفي جواب عن سؤال محوري هو لماذا المنصة؟ قال المسؤول نفسه، إنها بأمر من أمير المؤمنين، حتى يتمكن الناس من خلالها من معرفة الحديث النبوي بدرجاته: هل هو صحيح أو ضعيف أو موضوع (مكذوب). ويمكن الدخول إليها باستعمال الهواتف النقالة والألواح الإلكترونية والحواسيب، ولها تطبيق يمكن تحميله، وتوجد على ست شبكات اجتماعية منها فيسبوك، كما أن فيها إمكانية السؤال والجواب، ويتلقى السائل الجواب على بريده، تحتمل المنصة دخول 10 آلاف باحث في آن واحد، على أن تواكبها اللجنتان العلمية والتقنية.