ذهاب نصف دوري أبطال أوروبا: كريم بنزيما في مواجهة الترسانة الهجومية المتنوعة ل"السيتي" سيكون الفرنسي كريم بنزيما السلاح الفتاك لنادي ريال مدريد الإسباني أمام مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي، في قمة مباريات ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء. وبعد ثلاثيته ضد كل من باريس سان جرمان وتشلسي، وهدفه الحاسم ضد الأخير في إياب ربع النهائي الذي سمح لريال مدريد الإسباني بتجريد النادي الإنجليزي من اللقب، يعد بنزيما الورقة الهجومية الرابحة للمدرب "كارلو أنشيلوتي"، مقابل الترسانته الهجومية المتنوعة للمدرب "غوارديولا". ففي أول القائمة هناك حتما بنزيما الذي سجل 12 من أهداف ريال مدريد ال22 في المسابقة القارية هذا الموسم، أي ضعف ما سجله محرز (6)، أفضل هداف لدى السيتي، علما أن الفريق الإنجليزي أحرز 24 هدفا في المسابقة. وقال بنزيما مؤخرا في حديث مع صحيفة "ليكيب" إنها "ليست مسألة الاعتماد (علي)، كلا. ريال فاز سابقا من دوني وسيستمر في تحقيق الانتصارات دوما". غير أن الأرقام والسيناريوهات تخبر قصة مختلفة. فقد سجل بنزيما ثلاثية ضد سان جيرمان قلب بها الطاولة على الفريق الفرنسي الذي كان متقدما 2-0 في مجموع المباراتين. كما دك شباك تشلسي بهاتريك أيضا في ذهاب الدور ربع النهائي في لندن (3-1) والتي تبين لاحقا أنها مفصلية إيابا في سانتياغو برنابيو، بعد أن تأخر النادي الملكي 3-0 قبل أن يسجل هدفين، ثانيهما حاسم للفرنسي بعد التمديد الذي سمح للريال بالبقاء في المسابقة التي يتزعمها ب13 لقبا. بطبيعة الحال، هو ليس وحيدا على أرض الملعب، فتناغمه مع كل من الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور وصانع الألعاب المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش ساهم في وصوله إلى الشباك بسلاسة. بينما يتجاوز دوره ما يقوم به داخل مربع العمليات. وقال مدربه أنشيلوتي في بداية الموسم، إن بنزيما "يضع اللمسة الأخيرة على عمل الفريق، ولكنه يمثل أيضا القدرة على قراءة المواقف المختلفة للمباراة، للمساعدة في الاستحواذ...وصفه بالمهاجم أمر بسيط. إنه كامل جدا". وهو ما يؤكده النجم الفرنسي الذي لا يتردد أبدا في العودة إلى وسط الملعب والمشاركة في البناء، وتوجيه زملائه مطورا صفاته القيادية. بالمقابل يعتبر أسلوب اللعب الذي يعتمد هجوميا على "رقم 9 وهمي" من العلامات الفارقة لمدرب السيتي، غوارديولا أينما ذهب، سواء استخدمه بشكل متقطع أو منتظم. ولم يحتكم المدرب السابق لكل من برشلونة وبايرن ميونيخ الألماني السابق إلى هذا الأسلوب مع السيتي، إلا مجبرا بسبب الإصابات المتكررة التي لاحقت هدافه المعتزل حاليا الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، وباتت الخطة "باء" تدريجيا الخطة "ألف" بالنسبة للإسباني. ورغم أن التنوع الهجومي من دون الاعتماد على رأس حربة صريح قاد النادي الإنجليزي إلى الفوز بلقب الدوري الممتاز والوصول لأول مرة في تاريخه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم المنصرم، سعى ال"سيتيزينس" الصيف الماضي لضم قائد وهداف توتنهام هاري كاين من دون أن يوفق في مسعاه. واعتقد الكثيرون أن فشل الإدارة الإماراتية في الحصول على خدمات كاين ستجعل السيتي في وضع لا يحسد عليه هذا الموسم مقارنة مع منافسيه المحليين الذين عززوا صفوفهم، لكن سيتي أظهر أنه يمتلك ما يصل إلى ستة وسبعة لاعبين قادرين على التسجيل بشكل منتظم، على غرار فيل فودن، رحيم ستيرلينغ، رياض محرز أو جاك غريليش، كيفين ديبروين، إلكاي غوندوغان، غابرييل جيسوس، بحيث يأتي الخطر من كل مكان. إضافة إلى أن اللاعب الأكثر تسديدا على المرمى في الفريق في منافسات الدوري هو الظهير البرتغالي جواو كانسيلو (66 تسديدة)، وهو دليل واضح على توظيف غوارديولا لجل لاعبيه على أرض الملعب.