في إطار سلسلة اللقاءات التواصلية التي سطرها الفريق الإستقلالي بمجلس المستشارين الرامية إلى مد جسور التواصل مع المسؤولين الحكوميين، بهدف إبداء الرأي في القضايا التي تشغل بال الرأي العام الوطني، وبعد اللقاءين اللذين استضاف فيهما الفريق الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان السيد محمد سعد العلمي ووزير التجارة الخارجية الدكتور عبداللطيف معزوز، نظم الفريق برآسة الأستاذ محمد الأنصاري لقاءا تواصليا استضاف خلاله السيدة لطيفة العبيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي. وفي بداية اللقاء رحب الأخ محمد الأنصاري رئيس الفريق بالسيدة كاتبة الدولة، وشكرها على تلبية دعوة الفريق، الذي سن هذه السنة بهدف التفاعل ما بين المؤسستين التنفيذية والتشريعية، لمناقشة القضايا التي تتصدر اهتمام الرأي العام وممثليهم بالمؤسسة التشريعية، إذ من شأن مثل هذه اللقاءات التمكين من نقاش جوهري للقضايا التي تشغل المواطنات والمواطنين، واستضافة الفريق الاستقلالي للسيدة كاتبة الدولة في التعليم، يأتي انسجاما مع الأهمية القصوى التي يوليها الفريق للقضايا الأساس ومن ضمنها المنظومة التربوية والتعليمية، سيما وأنه يعد قاطرة لكل تنمية مستدامة ويحتل مرتبة مركزية بعد قضية الوحدة الترابية، مما يتطلب تضافر جهود الجميع للارتقاء به وتطويره. واستهلت كاتبة الدولة كلمتها بالتنويه بهذه المبادرة الحميدة، التي وكما جاء في الكلمة الترحيبية للأخ رئيس الفريق، من شأنها أن تمد جسور التواصل والمساهمة في تطوير المنظومة التربوية بين ممثلي الأمة والسلطة التنفيذية. وفي عرضها المفصل تناولت جميع الجوانب التي تخص مقومات المنظومة التربوية وآفاقها المستقبلية على ضوء البرنامج الإستعجالي مبرزة أن اللقاء، يندرج في سياق مرحلة دقيقة وحاسمة من صيرورة الإصلاح التعليمي، حيث الكل مطالب بتسريع وتيرة الإنجازات، وتقوية أثرها في مختلف مكونات المنظومة التربوية، وهو فرصة للتداول حول آفاق تطوير العمل المشترك بين هيئات المؤسسة التشريعية والوزارة، في إطار تحقيق التعبئة المجتمعية وترسيخ الجهد الجماعي الضروري لإنجاح مسلسل الإصلاح التربوي باعتبار أن مواجهة المعضلات الحقيقية للمدرسة المغربية، وتعميق انخراط كل الفاعلين التربويين والشركاء والمهتمين، من قطاعات حكومية وبرلمان وأحزاب سياسية وجماعات محلية ومؤسسات القطاع الخاص وعلماء ومثقفين وهيئات المجتمع المدني وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وكل الغيورين على مستقبل البلاد رهين بتفعيل التوجهات الملكية السامية خاصة الواردة في الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد يوم 30 يوليوز 2009. وقدمت بعد ذلك لمحة مركزة عن كل الجوانب التي تخص المنظومة التعليمية بدءا من البرنامج الاستعجالي، الذي يعطي نفسا جديدا للإصلاح الذي يركز على أولويات دقيقة، وبناء كفيل بالسير نحو أفق جديد للمدرسة المغربية مرورا بالشعار الذي اختير هذه السنة جميعا من أجل مدرسة النجاح الذي يضع كهدف استراتيجي له تجديد المدرسة المغربية، وتحقيق نجاح جميع التلميذات والتلاميذ في كل أطوار دراستهم، لتأهيلهم للنجاح في حياتهم الاجتماعية والمهنية مستقبلا وإعدادهم لممارسة المواطنة الحقة والملتزمة والفاعلة. وانطلاقا من ذلك، انصبت نقاشات الإخوة أعضاء الفريق مع السيدة الوزيرة حول السبل الكفيلة للإقلاع بالقطاع التعليمي وتخليصه من كل المعوقات التي تعترض سبل تطويره، بما يترجم الإرادة القوية والحازمة بما ينسجم والأهمية التي يحظى بها إصلاح نظام التربية بعد قضية استكمال الوحدة الترابية لوطننا العزيز كما انتهز الإخوة أعضاء الفريق الإستقلالي المناسبة لطرح بعض المشاكل المحلية. وفي ختام اللقاء التواصلي، شكر الأستاذ محمد الأنصاري رئيس الفريق السيدة كاتبة الدولة على ما قدمته من معطيات وشروحات مفيدة جدا مؤكدا أن الفريق لن يدخر جهدا، للتعاون مع السيدة كاتبة الدولة ومع السيد الوزير، من أجل إنجاح هذا المشروع التعليمي الطموح بما يخدم المصلحة العليا للوطن.