مارلاسكا يحل بمليلية المحتلة للملمة الجراح و يدحض مزاعم مسؤولين اسبان حملت الرباط مسؤولية موجة الاقتحام الأعنف منذ سنوات. حل وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا أول أمس السبت بمليلية المحتلة للوقوف عن كثب على الأوضاع في الثغر المحتل بعد عمليتي اجتياح واسعة النطاق نفذها مئات المهاجرين السريين يومي الأربعاء و الخميس الماضي تمكن على إثرهما زهاء الف منهم من اقتحام السياج الحدودي المحيط بالمدينةالمحتلة و الوصول عنوة الى وسط المدينة حيث تم إيداع عدد كبير منهم بمركز الاستقبال الذي سخرته السلطات الاسبانية لايواء المهاجرين السريين في انتظار البث في وضعيتهم فيما أصيب قرابة 50 أمني اسباني نتيجة الهجوم العنيف . و كان عدد من الساسة و المسؤولين الاسبان قد حملوا الرباط جزئيا مسؤولية عن عملية الاقتحام الأضخم , حيث زعم مركز استخباراتي بمدريد أن السلطات المغربية تراخت في التعامل بحزم مع جحافل المقتحمين فيما دعا زعيم حزب "فوكس" اليميني المتطرف، سانتياغو أباسكال، حكومة بلاده الى نشر الجيش الإسباني في مدينتي سبتة و مليلية المحتلتين .
حكومة مدريد المتخبطة في تقدير خطواتها تجاه جارها الجنوبي , تحاول قصد الإمكان الابتعاد عن المزيد من المواقف المقلقة للرباط , حيث أشاد وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، الجمعة، بالتعاون المغربي في مجال التصدي للمهاجرين غير النظاميين، خاصة في الأيام الأخيرة.
وقال مارلاسكا خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بأن التنسيق الأمني بين المغرب للتصدي للمهاجرين "مثالي وكاف"، مشيرا إلى أن هذا التنسيق ظهر واضحا خلال عمليات التصدي لمحاولة ثالثة لتدفق المهاجرين على حدود مليلية صباح الجمعة.
واعتبر مارلاسكا أن ما حدث في "حدود" مليلية خلال الأيام الأخيرة من طرف مهاجرين سريين "منظمين وعنيفين" هو "ظاهرة استثنائية"، وأضاف بأن في الشهور الأخيرة وبسبب تداعيات كورونا ازدادت تدفقات المهاجرين السريين على المغرب.
و كان وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، قد قال الخميس ، أنه على تواصل مستمر مع السلطات المغربية من أجل "إعادة توجيه الوضع" بعد تنفيذ الآلاف من المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من دول جنوب صحراء إفريقيا لهجومين عنيفين على حدود مليلية .
وأضاف ألباريس وفق "أوروبا بريس" أن ما حدث في مليلية مُقلق للغاية ويأتي بعد شهور لم يتم تسجيل فيها هجمات كبيرة من طرف المهاجرين السريين على الحدود، مشيرا إلى أن جميع الهجمات السابقة كان يتم التصدي لها من طرف القوات الأمنية بالتنسيق مع القوات المغربية.
تحرش محدود لعدد من السياسيين بالمغرب و محاولة تحميله مسؤولية ما وقع بمحيط المدينة المغربية المحتلة دفع الحكومة المغربية الى الرد بلغة دبلوماسية مهذبة حيث أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، الخميس الماضي عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة ، أن المغرب يعمل على تعبئة إمكانيات جد مهمة، ويقوم بعمل جبار جدا من أجل مراقبة جميع سواحل المملكة، التي تتجاوز 3500 كيلومتر.
وأضاف الوزير في الندوة الصحافية الأسبوعية عقب انعقاد المجلس الحكومي، أن المملكة المغربية تنهج مقاربة إنسانية في ملف الهجرة أخذا بعين الاعتبار أن المغرب ليس فقط بلد عبور، ولكن أيضا بلد استقبال مضيفا أن المغرب يعتبر الهجرة عنصرا إيجابيا، إذ تمت مقاربة الموضوع من مختلف الجوانب وبطرق إيجابية، مشيرا الى أن المغرب يعتبر نفسه شريكا للاتحاد الأوروبي، فيما يخص تدبير ملف الهجرة.