أن يكلف رئيس دولة الجزائر ، الضاربة في القوة ، السيد عبدالمجيد تبون نفسه الاستعانة بالكذب و الزيف و التلفيق بهدف تحقيق رغبته في الإساءة إلى المغرب ، فذلك يكشف حجم الغل و الضغينة و الحقد الذي يتفاعل في دواخل الرجل . لقد زعم رئيس الدولة الجزائرية المفروض فيه الحديث بمعطيات و إحصائيات و معلومات دقيقة أن معدل الحياة في المغرب لم يتجاوز 54 سنة ، في حين يصل في الجزائر إلى 78 سنة . و عزا ذلك إلى قوة المنظومة الصحية في الجزائر .و المصيبة أن رئيس قصر المرادية كان يتحدث إلى حشد من الأطر الطبية التي تشتغل في المنظومة الطبية الجزائرية ، و أخالهم على علم بمعدلات الحياة في الجزائر و في دول الجوار . من أين جاء الرئيس تبون بهذه الإحصائيات المتعلقة بالمغرب ؟ الواضح أن الإحصائيات من نسج خيال رجل مريض بالكلام الفارغ الذي يحط من قيمة رجل دولة في حجم الجزائر ، لأن معدل حياة في مستوى 54 سنة لم يعد موجودا حتى في أفقر الدول ، بالأحرى في المغرب الذي تؤكد الاحصائيات ذات المصداقية أن معدل الحياة فيه تجاوز 77 سنة ، و أن هذا المعدل في الجزائر في حدود 75 سنة .
أما فيما يتعلق بالقول بأن الجزائر تتوفر على أقوى منظومة صحية في أفريقيا ، حسب زعم تبون، فإن ذلك واضح و جلي ، و يكفي الاستدلال عليه باضطرار الرئيس الجزائري نفسه للهروب إلى مستشفيات ألمانية للعلاج ، في احتقار علني و رسمي للمنظومة الصحية الجزائرية التي يتبجح اليوم بقوتها و ريادتها في القارة الأفريقية .و ذلك واضح أيضا حينما اضطرت المخابرات الجزائرية إلى تهريب زعيم انفصالي مقيم عندها في طائرة خاصة ، و في ظروف أمنية و استخباراتية استثنائية ، و قامت بتزوير هويته ، و تسببت بذلك في أزمة عنيفة بين المغرب و إسبانيا انتهت بإعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية ، ليس لشيء ما ، غير البحث عن مشفى للزعيم الانفصالي ، لأن المنظومة الصحية الجزاىرية لم تكن مؤهلة لضمان شروط و ظروف استشفاء كبير الانفصاليين .
الملاحظ أن الرئيس الجزائري الذي أصيب بفيروس كورونا و تعالج منه في المستشفيات الألمانية ، أصيب بفيروس آخر يتمثل في ( الهوس بالمغرب ) و لا نعتقد أن الألمان سيقبلون علاجه هذه المرة .