وضعت السلطات الجزائرية نفسها في ورطة ما بعدها ورطة، لقد خططت لاستغلال القمة العربية المزمع انعقادها في الجزائر لفرض الأمر الواقع على الدول العربية، فيما يتعلق بإقحام تغيير في جغرافية العالم العربي. ويكمن غباء هذه السلطات في أنها اعتبرت القمة العربية نشاطا رسميا لها، تمتلك الحق الكامل والمطلق فيه، والحال أن القمة العربية هي مؤسسة قائمة بذاتها لها رئاسة وأجهزة، وهي ضمن المؤسسات الرئيسية لجامعة الدول العربية، وأن الدولة التي تحتضن القمة ليست أكثر من دولة مستضيفة، وأن التحضير الأدبي والتقني يبقى من اختصاص جامعة الدول العربية بتنسيق كامل مع رئاسة القمة .لكن وصل الغباء بحكام الجزائر إلى درجة نصبوا أنفسهم أوصياء على القمة العربية، وإلى مستوى من الوقاحة وصل حد تغيير وتعديل جغرافيا العالم العربي ببتر جزء مهم منها لحسابات سياسية بئيسة، وهذا ما ألزم مسؤولي جامعة الدول العربية بالتدخل لإعادة الأمور إلى نصابها وتنبيه هؤلاء الأغبياء السذج إلى فداحة ما اقترفوه.
وفي الحقيقة فإن غباء حكام الجزائر كان هذه المرة مفيدا للشعب المغربي، لأنه مثل فرصة تكاد تكون غير مسبوقة عبرت فيها جامعة الدول العربية بوضوح كامل عن مساندتها للحقوق المشروعة للشعب المغربي، في سيادته الوطنية على أقاليمه الجنوبية، وهو موقف يعقب الموقف التاريخي الذي أعلنته دول مجلس التعاون الخليجي في قمة المجلس التي انعقدت قبل أيام قليلة بالمملكة العربية السعودية.
غباء حكام الجزائر قادهم مرة أخرى إلى عزلة كاملة ومطلقة في العالم العربي، فاللهم أكثر من غبائهم!
*** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: