بدأ أولمبيك خريبكة يدفع غاليا ثمن ابتعاد أطر الإدارة المؤسسة والتحول إلى نادي أحادي النشاط بعد مرور أزيد من شهر عن الانفصال عن مدربه السابق عبدالعزيز كركاش، الذي حكمت عليه النتائج السلبية والضغط الجماهيري بالرحيل، لازال فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم إلى حدود تحرير هذه الورق، لم يرتبط بأي ربان جديد للإشراف على عارضته التقنية، ومازال اللاعب السابق للفريق المدرب المساعد عبدالصمد وراد، هو من يقود النادي بشكل مؤقت، وهو التأخير الذي يطرح اكثر من علامة استفهام حوله، خاصة وأن الجميع كان يتوقع أن يعمل المكتب المسير بقيادة الرئيس بالنيابة على الإسراع في التعاقد مع بديل لكركاش، من أجل استغلال توقف البطولة الوطنية بمناسبة كأس العرب، ومنح الوافد الجديد الوقت من أجل تصحيح الكثير من الاختلالات التي لها ارتباط بالجانب التقني والإعداد لانطلاقة جديدة تخرج الأولمبيك من المتاهة، لكن لا شيء من ذلك حدث أمام استغراب الجمهور الفوسفاطي، الذي شاهد نوعا من التراجع والتراخي في العطاء الجماعي لفريقه خلال النزال الأخير الذي كان قد اكتفى خلاله أمام ضيفه المغرب الفاسي برسم الدورة الثالثة عشر من عمر البطولة الوطنية الاحترافية بالتعادل السلبي، وهو ما وضعه في الصف الثالث عشر بمجموع 13 نقطة هي حصيلة 3 انتصارات فقط و6 تعادلات وأربع هزائم وعلى بعد 3 نقط فقط من الخط الأحمر، وهذا كله يعني أن الفريق الخريبكي، يوقع مجددا على موسم صعب لن تتجاوز خلاله الطموحات حدود اللعب على البقاء في قسم الكبار وتفادي ما حدث قبل الموسم الأخير. ويبدو أن بقاء الفريق إلى حدود اليوم ولأزيد من شهر بدون مدرب رسمي، ليس اختيارا من طرف ساسة القرار، أو اللجنة التقنية التي سبق تشكيلها لمهمة واحدة هي البحث عن خليفة كركاش، وتكونت غالبيتها من بعض المنخرطين الجدد وغياب أهل التخصص، بل إن الأخبار الواردة علينا في غياب التواصل وزمن القطع الكامل مع الإعلام المحلي الذي تم التأسيس له يوم منع يومية - العلم - من طرف مسؤول إداري من تغطية فعاليات الجمع العام الغير العادي في شقه الأول قبل أن يتكرر الأمر بعد ذلك مع الجميع، تتحدث على أن هناك عدة اكراهات تقف وراء هذا التأخير الذي لا يخدم مصالح لوصيكا في شيء، وشبيه بالذي حدث خلال موسم 18/ 19 عندما ظل الفريق لوقت طويل بدون مدرب بسبب بقاء أحمد العجلاني، بموطنه تونس بعد تعليق الرحلات بين البلدين الذي فرضه حينها وباء كوفيد-19 وهذا كان واحد من أسباب النزول، وهو الدرس الذي لم يستفد منه أهل المكتب المسير، ومن أول هذه الإكراهات الأزمة المالية التي يعيشها النادي الذي تقول بعض المصادر أنها تخنق أنفاسه، وجعلته غارقا في الديون والتي تعود أسبابها في انتظار التأكيد أو النفي من الجهات الرسمية، إلى تقليص الدعم المالي من طرف المؤسسة المانحة إلى النصف، وأن الدفعة الأولى من إدارة الفوسفاط لم تتجاوز 200 مليون سنتيم، مع العلم أنها في السنوات الخوالي كانت تحول إلى خزينة الأولمبيك، مليار و600 مليون سنتيم سنويا تقسم إلى تلاث دفعات كل واحدة منها 400 مليون سنتيم، ولا نعرف بالمرة الأسباب الحقيقية لهذا التقليص الذي سيعاني معه الفريق الخريبكي الشيء الكثير، لكن يبدو أنها تعودي والله أعلم، إلى تراجع مستوى النادي خلال المواسم الأخيرة، وعقدة الأهداف الموقع بين الطرفين ولا يعلم فحواها إلى الجهات الموقعة عليها، لكن نعتقد أن الفريق بدأ يدفع غاليا التحول إلى أحادي النشاط وخروج من تحت جناح النادي الأم أولمبيك خريبكة المتعدد الفروع ومكتبه المديري وكذلك ابتعاد أطر إدارة الفوسفاط عن التسيير هذه الأخير تأكد أنها كانت فعلا من أسباب زمن التميز وتركت رغم مرور السنين فراغا حقيقيا يصعب ملؤه، وحكمت عليه بالبحث عن مدرب محدود المطالب المالية. وكانت اللجنة التقنية قبل أزيد من 20 يوما ومن بين عشرات الأسماء، وفي تقرير لها أعطت الضوء الأخضر للمكتب المدري لمباشرة المفاوضات مع مجموعة من المدربين حددتهم بالترتيب مغاربة وأجانب، وضعت على رأسهم الجزائري عبدالقادر عمراني، الذي سبق له قيادة الدفاع الحسني الجديدي في تجربة لم تعمر طويلا، ومن بين المتواجدين كذلك المصري طارق مصطفى ربان سريع وادي زم السابق، والمغربي منير الجعواني المنفصل مؤخرا عن فريقه القطري معيذر، والبرتغالي روي أكوياس، و الودادي السابق الصربي زوران مانولو فينش و الروماني إدوارد يوردانيسكو وغيرهم، غير أن العوامل التي وقفنا عندها أعلاه إلى جانب اكراهات أخرى من بينها صعوبة تواجدهم في المغرب بسبب إقفال الحدود بسبب الوضع الصحي العالمي، حكم على الأمور لحد كتابة هذه السطور بالفشل، ولو أن بعض الأخبار ترجح فرضية إمكانية الارتباط بالإطار الوطني الجعواني، الذي كان الثاني في قائمة الاختيار، وهذا بعد وصول الأمور للباب المسدود مع ابن الدار اللاعب الدولي السابق سعيد خمليش، الذي وجد أهل القرار أنفسهم مجبرين لا مخيرين، على مجالسته والتفاوض معه كاستجابة للمطالب الجماهيرية التي ترى فيه رجل المرحلة القادر على تدريب لوصيكا، لمعرفته الكبيرة باللاعبين والفريق ككل، خاصة وأنه كان المساعد الأول لكركاش الموسم الماضي وأحد صناع الصعود، لكن مطلب الأنصار لم تتحقق في آخر المطاف رغم أن خمليش، كان قريبا من التوقيع والأسباب تعود حسب ما وصلنا إلا عدم رضى هذا المدرب بالطريقة التي عومل بها خلال وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، من طرف أحد أعضاء المكتب وفضل الابتعاد رغم التنازلات التي قدمها من أجل الفريق الذي حمل قميصه لسنوات طويلة، نتمنى أن يتم الخروج في أقرب وقت من هذه الدوامة التي يعيشها الفريق الذي اختارت المصائب الا تحل به فرادى أخرها الحالة الكارثية التي أصبح عليها ملعب الفوسفاط...