بتصميمه الفريد ، الذي يمتح من التقاليد العريقة للمملكة، ومكوناته التي تجمع بين التكنولوجيا الحديثة، والموروث الثقافي لأمة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، الجناح المغربي بالمعرض العالمي "إكسبو دبي 2020 " يحظى منذ افتتاحه في بداية أكتوبر المنصرم، بجاذبية كبيرة، مستقطبا آلاف الزوار من جنسيات وأعمار مختلفة. يتيح الجناح المغربي، الذي يقام تحت شعار "موروث للمستقبل" بالمعرض العالمي "إكسبو دبي 2020 "، والذي يمتح من الأصول الملهمة إلى التنمية المستدامة "، ويتموقع في قلب "منطقة الفرص" القريبة من جناح البلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحدة، وغير بعيد عن ساحة الوصل، القلب النابض لموقع "إكسبو 2020 دبي"، للزوار ، إشباع فضولهم في التعرف على ثروات وتقاليد تنفرد بها المملكة ، وتشكل عنوان تميز تاريخها الألفي. تنطلق رحلة الزائر للجناح المغربي، من قاعة في الطابق الأرضي ، تنضح بعبق تاريخ المملكة ، حيث تعرض بها، بالإضافة إلى صورة كبيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والى جانبها علم المملكة، وثائق تؤرخ لروابط البيعة الشرعية التي جمعت على الدوام بين الشعب المغربي بمختلف مكوناته ومناطقه وضمنها الأقاليم الجنوبية ، والسلاطين العلويين، لتتواصل نحو الطوابق السبعة عبر مسار متدرج حول فناء واسع مزين بالزرابي المغربية، ومشيد بتقنيات بناء تحاكي المدن المغربية القديمة، بأزقتها الضيقة والممتدة، ضمن أسلوب معماري أصيل. فبمجرد بلوغ الطابق الأول لهذا الجناح المقام على مساحة 3500 متر مربع، والذي يستقطب يوميا في المتوسط ما بين أربعة آلاف وخمسة الاف شخص ، بحسب مديره، جهاد شكيب، تستقبل الزائر بمحاذات قاعة الندوات، أولى القاعات الثلاثة عشر للجناح ، التي تقدم من خلال تقنية الفيديو ، نظرة عن المغرب الحديث والتطور الذي راكمه في مجالات الاقتصاد والثقافة وغيرها، لتبدأ بعدها رحلة اكتشاف كنوز المغرب ، انطلاقا من القاعة الثانية التي تبرز نسخة من جمجمة اقدم انسان عاقل التي اكتشفت بجبل إيغود، مرورا بالقاعة الموالية التي تحكي مسار المستكشفين المغاربة وضمنهم ابن بطوطة، والحسن الوزان، والشريف الادريسي ، وصولا الى قاعة "حكايات الأركان" التي تسلط الضوء على شجرة الأركان التي تنتشر في مدن منطقة سوس وسط المملكة. على يمين هذه القاعة، يجد الزائر نفسه أمام نموذج لشجرة الأركان، بثمارها التي يستخرج منها زيت الأركان، ذي الاستعمالات الصحية والغذائية المتعددة ، مشاهدا ومنصتا في الوقت نفسه ، لفيديوهات أنجزت على طريقة أفلام الكارتون ، لحكايات تكشف أسرار هذه الشجرة المباركة التي صنفت تراثا عالميا للإنسانية. إلى ذلك تبرز قاعة " قوة النباتات"، التي تفوح منها رائحة نباتات طبية وعطرية، مجموعة متنوعة من الأعشاب، ذات الاستخدامات المتنوعة منها الطب التقليدي ، وحفظ الأغذية والعطور وغيرها . وتبرز مختلف معروضات القاعة مدى تنوع وغنى البيئة المغربية. وخصصت واحدة من ضمن هذه القاعات لتعريف الزوار بالقارة الإفريقية وما تختزنه من ثروات مادية وغير مادية. ولم يخف عدد من الزوار الذين التقتهم وكالة المغرب العربي للأنباء في نهاية رحلتهم بالجناح المغربي، إعجابهم بمعروضات الجناح، وبتصميمه الأصيل. ضمن هذا السياق قال (احمد . ب) وهو مواطن مغربي يعمل بالقطاع السياحي بدبي، إنه بخلاف العديد من أجنحة الدول ب"اكسبو دبي 2020 " التي تركز أساسا على الجانب التكنولوجي، في إبراز مؤهلاتها وثرواتها ، نجح المغرب في اطلاع الزوار من مختلف بقاع العالم على كنوزه من خلال عرضها كما هي في المغرب، دون روتوشات تكنولوجية باستثناء بعض القطاعات التي تتطلب ذلك، مؤكدا انه انتابه منذ أن وطأت قدماه جناح المملكة ، انه داخل المغرب بنكهاته المتنوعة وأزقته المتفردة، وخاصة عند نهاية مسار جولته بالطابق السابع حيث يوجد مطعم يقدم مختلف الوجبات المحلية المتميزة لزواره. من جهته أكد (تامر .ع) وهو من جنسية أردنية يعمل طباخا بأحد فنادق أبو ظبي، أنه بالنظر إلى معرفته واطلاعه على الثقافة المغربية، لكونه متزوج من مغربية ،ويزور المملكة كلما سنحت له الفرصة ،لم يفاجأ "بكل هذه الكنوز المعروضة بالجناح المغربي، وخاصة ما يتعلق بقطاع النباتات الذي يعد في رأيه موروثا محليا قل نظيره في العالم ، معتبرا أن هذا الفضاء يقدم صورة حقيقة عن التقدم الذي أحرزه المغرب في مجالات عدة. ويشكل جناح المغرب في هذه التظاهرة العالمية، منصة لتقاسم رؤية المملكة الاستراتيجية لمستقبل أكثر استدامة. وبالإضافة إلى اقتراحه برمجة فنية وثقافية واقتصادية وعلمية متنوعة، يبرز الجناح المغربي أمام أنظار العالم، التزام المملكة من أجل مستقبل كوكب الأرض، وكذا ثراء بلد قوي بكفاءاته المقيمة داخل وخارج الوطن، علاوة على دينامية التطور التي انخرط فيها. ويقام "إكسبو دبي 2020 " الذي تأجل تنظيمه السنة الماضية ،جراء جائحة فيروس كورونا، على مساحة 4.38 كلم مربع ، تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل". وتعتبر هذه التظاهرة الدولية ، التي تشكل أكبر تجمع ثقافي في العالم، حاضنة الأفكار الأكثر تأثيرا في العالم، إذ يحفز على تبادل الرؤى الجديدة ويلهم التحرك نحو إيجاد حلول واقعية لتحديات العالم الحقيقية. ويتيح "إكسبو 2020 "، وهو الأول من نوعه الذي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، لملايين الزوار، الاطلاع على تجارب أكثر من 200 جهة، بما في ذلك دول، ومنظمات متعددة الأطراف، وشركات، ومؤسسات تعليمية ، من خلال آلاف التظاهرات والتجارب الاستكشافية المبهرة.