أمام حكمة الصمت المغربي، الإعلام الجزائري يتكفل بتقويض رواية الرئيس تبون المختلة حسنا فعلت الحكومة المغربية حين ارتأت عدم الخوض في سيل الاتهامات المجانية التي تتفتق عنها تباعا العبقرية المتفردة و الغرائبية لنظام قصر المرادية و آخرها تحميلها المغرب مسؤولية مقتل ركاب شاحنات جزائرية زعمت الرئاسة الجزائرية أنهم كانوا يؤمنون رحلة تربط بين ورقلة جنوب شرق الجزائر و العاصمة الموريتانية انواكشوط عبر مسافة تناهز 3400 كلم. الإعلام الجزائري المصطف بسلوك القطيع وراء المنطق التصعيدي الحربي للجنرالات و معه القيادة الانفصالية بمخيمات الرابوني , تكلفا بتقويض الرواية الجزائرية المختلة لوقائع الشاحنات الجزائرية المحترقة. صحيفة النهار الموالية لجنرالات نادي الصنوبر نقلت قبل أيام قليلة على لسان هيئة تابعة لجبهة البوليساريو تأكيد الأخيرة أن حادث الشاحنات وقع على بعد حوالي 14كيلومتر من بلدة بئر لحلو وبحوالي 36كلم عن خط الحدود الموريتانية. الرواية الانفصالية التي يحتفي بها الاعلام الجزائري الموجه لاعتقادها أنها تخدم الرسالة العدوانية التي أطلقها الرئيس الجزائري تبون نحو المغرب و المحررة بحبر صك اتهامات شديدة الخطورة لا تجزم أيضا بنوع السلاح المزعوم أنه قصف الشاحنات الجزائرية , لكنها تورط الى أخمص القدمين النظام العسكري الجزائري في مستنقع الشبهات والتساؤلات الملحة... من الذي سمح لشاحنات جزائرية بالانحراف 36 كلم شمال مسارها العادي نحو و التسلل عبر شريط حدودي شديد المراقبة من طرف الجيش الجزائري و بمنطقة شديدة الحساسية أمنيا و قريبة من مركز تجمع لعناصر جبهة البوليساريو الانفصالية ؟ و لأي غرض عسكري بالضرورة وهدف غير مدني تم توجيه سائقي الشاحنات نحو منطقة تحرك نفس الميليشيات الانفصالية المسلحة و تحويلها بالتالي لأهداف عسكرية مباحة و تحت طائلة سلوك تحرك غير قانوني و مستفز لفرق مراقبة الحدود الموريتانية و المغربية و الجزائرية على السواء. الجيش الجزائري المسؤول عن تأمين شريطه الحدودي و مراقبة العابرين له مطالب بتوضيح ظروف السماح بتعديل مسار الشاحنات المشبوهة , و لذلك أورد البلاغ الرئاسي المندد بمقتل ركاب الشاحنتين بصيغة العموميات و الضبابية موقع الحادث قبل أن تصفعه السلطات الموريتانية التي نفت أن تكون أراضي بلادها مسرحا للحادث الذي يتأكد أن المستفيد الوحيد من تسويقه دوليا هي ميليشيات الانفصاليين التي كانت أول من سرب خبر الواقعة المشبوهة. منطق الأشياء يفترض في نظر المحللين أن الجزائر العاجزة عن تحمل المزيد من الأعباء السياسية و المالية لمخيمات تندوف بصحراء لحمادة , تبحث عن مبرر للتخلص من هذا الحمل السياسي الثقيل من خلال افتعال أزمة كبيرة بالمنطقة أو الدفع بميليشيات البوليساريو الى أتون مواجهة حربية خارج حدود الجزائر و بهذه الفكرة المبتكرة ستتخلص الجزائر من عبىء الكيان الوهمي الذي يضغط عليها سياسيا و يشكل بالنسبة لها تحديا أمنيا و إجتماعيا متفاقما بدفعه الى "تقرير مصيره " بنفسه بشريط المناطق العازلة ليتحول إلى عبء حقوقي يتقاذفه خط التماس الحدودي بين المغرب و موريتانيا .