الاحتجاجات ضد فرض جواز التلقيح التي عرفتها بعض المدن المغربية خلال الأسبوعين الماضيين لم تعد تقتصر في موضوعها على جواز التلقيح فقط، بل امتدت لتشمل ارتفاع الأسعار و مقاطعة البنوك المغربية ، و مطالب سياسية أخرى بعيدة كل البعد عن مجمل التدابير الاحترازية التي فرضتها السلطات العمومية في بلادنا. و هذه قضية جديرة بالاهتمام و الانتباه لأنها ليست بالبساطة التي يعتقدها البعض . فقد يتعلق الأمر بتصرفات فردية أو جماعية تنتجها لحظة الحماس أثناء المشاركة في حركة احتجاجية، و يقود هذا الحماس إلى إقحام قضايا أخرى لم يكن الاتفاق حاصلا حولها قبل بداية الحركة الاحتجاجية ، كما أنها قد تكون غير ذلك ، و أن أطرافا سياسية معينة تستغل احتجاج المواطنين ضد جواز التلقيح لتقحم قضايا أخرى بخلفية سياسية، و هي بذلك تمارس انتهازية غير مقبولة بصفة مطلقة .
المعطيات الأولية قد توحي بأكثر من ذلك، فاستغلال الاحتجاج على فرض جواز التلقيح للدعوة عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة البنوك المغربية، والتطاول على المؤسسة الملكية و إقحامها في هذا الخلاف ، قضايا تتجاوز المسيرات في حد ذاتها ، و تؤشر على دخول أطراف خارجية على خط هذه القضية الساخنة، وهذا ما يحتم الانتباه بالنظر إلى الخطورة البالغة التي يكتسيها .
طبعا من حق المواطنين الاحتجاج للتعبير عن آرائهم و مواقفهم في جميع القضايا التي تهم الشأن العام في البلاد طبقا للقوانين المنظمة للحريات العامة في بلادنا، و لكن يجب تحصين هذا التعبير من جميع السلوكات الانتهازية، ومن الأخطار الخارجية .