مهم بالنسبة لمسار معالجة الأممالمتحدة لملف وحدتنا الترابية، أن تعلن الحكومة الجزائرية مقاطعة الموائد المستديرة التي ارتأى المنتظم الأممي تنظيمها بين الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية كوسيلة، بهدف الوصول إلى اتفاق ما، فإعلان قصر المرادية مقاطعة هذه الموائد من الآن يكشف عدة حقائق : أولا، الجزائر الرسمية تؤكد من خلال هذا القرار أنها الطرف الرئيسي المعني بهذا النزاع المفتعل، فهي تشارك متى ارتأت ذلك، و تقاطع متى قدرت الأمور في غير صالحها . و هي تعلن مرة أخرى أنها الطرف الرئيسي في هذا النزاع، و هذا ما يفسر أنها تقبض بلجام كائن اسمه (البوليساريو)، و الذي لا نسمع له صوتا أمام صوت سيده .
ثانيا ، يتأكد مرة أخرى أن الجزائر هي فعلا حصى في حذاء الأممالمتحدة ، فهي أكبر معرقل لجهودها، و ها هي تقاطع صيغة عمل اقترحتها الأممالمتحدة و ليس المغرب ، و هي التي عارضت طوال فترة طويلة تعيين العديد من الأسماء التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة كمبعوثين شخصيين له ، و هي التي ترعى حاليا خرق وقف إطلاق النار الموقع عليه سنة 1991 .
ثالثا، الأخطر من كل ما سبق أن قصر المرادية يمارس الابتزاز بإعلانه مقاطعة مبادرة لا تزال قيد التنظير، إذ ما إن تأكد من توجه مجلس الأمن نحو اتخاذ قرار جديد يعارض الأطماع الجزائرية، حتى سارع إلى التلويح بالمقاطعة كوسيلة للابتزاز ، بهدف الضغط على مجلس الأمن ليرضخ لأطماع الجنرالات في الجزائر .
رابعا، تؤكد الجزائر الرسمية مرة أخرى أن سبب تصعيدها المتواصل ضد المغرب يتمثل في قضية الصحراء المغربية ، وكل التبريرات و التفسيرات، و افتعال القصص الخيالية، و كيل التهم الثقيلة منها والخفيفة إلى المغرب ، مجرد ذرائع واهية و تافهة ، تخفي إرادة العداء و الضغط على المغرب للتنازل عن قضيته الرئيسية و المحورية .
خامسا و سادسا ...و ألفا ، سواء شاركت الجزائر في موائد الحوار التي تقترحها الأممالمتحدة ، أو شاركت أو نظمت موائد أخرى من نوع آخر، فإن ذلك لن يغير من الحقيقة الثابتة التي تكرس الحقوق المغربية المشروعة في صيانة وحدته الترابية.