أصدرت وزارة الصحة بلاغا، تعلن فيه "إلى علم عموم المواطنات والمواطنين الملقحين بالجرعة الأولى من لقاح استرازينيكا، أنه يتعين عليهم أخذ الجرعة الثانية قبل 28 غشت الجاري، مع مراعاة انقضاء مدة 28 يوما بين الجرعتين، وذلك تفاديا لعدم إمكانية توفر هذا اللقاح بعد مرور التاريخ المذكور". أثار عدم الإعلان عن تفاصيل إضافية، الكثير من التساؤلات عن سبب إصدار البلاغ في هذا الوقت بالتحديد، في ظل الارتفاع المهول في عدد الإصابات بكوفيد 19، علما أن اللقاح، ورغم فعاليته لديه أعراض جانبية عرضته لانتقادات كبيرة منذ المصادقة عليه، خاصة في البلدان الأوروبية التي حصلت فيها وفيات بسبب التطعيم بأسترازينيكا.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور عبد الفتاح شكيب، عضو اللجنة العلمية والتقنية للقاح، إن السبب الداعي إلى إصدار وزارة الصحة لبلاغ يهم الأشخاص الذين أخذوا في وقت سابق الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا، هو عدم التزام عدد منهم بأخذ الجرعة الثانية، والسبب في ذلك حسب البروفيسور هو تصديقهم لخرافات وشائعات تروج بين مختلف أوساط المغاربة عن لقاح أسترازينيكا، والتي طالت حتى اللقاحات الأخرى.
وأوضح المتحدث في تصريح ل"العلم"، أنه بالرغم من مأمونية اللقاح والوضعية الوبائية الخطيرة التي يشهدها بلدنا، فضل بعض المواطنين عدم التوجه لأخذ اللقاح، غير آبهين لما سيترتب عن ذلك من كوارث، ستطالهم وتطال الأشخاص المحيطين بهم، خاصة مع الارتفاع الكبير في صفوف حالات الإصابة بفيروس كورونا، إضافة إلى عدد الوفيات التي وصلت إلى 11.242 حالة، مضيفا أن الوزارة تحث هؤلاء الأشخاص الذين تأخروا في أخذ الجرعة الثانية على التوجه إلى مراكز التلقيح قبل 28 من الشهر الجاري، لأنه دائما حسب المتحدث، إن لم يتوجهوا إلى تلقي الجرعة الثانية فسيتم استعمالها لتلقيح أشخاص آخرين لم يلقحوا لحدود الآن.
كما أكد البروفيسور شكيب، على أن غرف الإنعاش تكتظ بؤلائك الأشخاص الذين لم يتلقوا الجرعة الثانية، أو فضلوا عدم التلقيح من الأساس، ضاربا مثلا للأسباب التي تدفعهم لذلك بقوله: "صادفت حالة حرجة في غرفة الإنعاش غير ملقحة، وعند سؤاله عن سبب امتناعه، أجاب، « أن ابنته حذرته من اللقاح بدعوى أن الأطباء يقومون بزرع شريحة إلكترونية في جسد الملقَح...! »"، وهو ما جعل البروفيسور يتساءل متعجبا، كيف يمكن للمرء تصديق مثل هاته الخرافات التي لا تمت للواقع بصلة، مضيفا في الإطار نفسه، أن الحل الوحيد لتفادي الكارثة، هو التلقيح والالتزام بالتدابير الوقائية، دون الإكتراث لهذه الخرافات والأخبار المضللة.
كما أكد في السياق ذاته، أن لقاح أسترازينيكا آمن وفعال ضد فيروس كورونا شأنه شأن اللقاحات الأخرى المستعملة في بلدنا، خاصة مع اعتماده في القارة الأوروبية وفي أغلب بلدان العالم، وحسب المتحدث دائما، يجب على أولائك الذين امتنعوا عن التطعيم تصديق العلم والإحصاءات عوض تصديق الخرافات، فهناك تجارب سريرية على نطاق واسع أقيمت في كل من البرازيل، وروسيا بشراكة مع جامعة أكسفورد، أعطت نتائج جيدة عن سلامة وفعالية لقاح أسترازينيكا، مستطردا أن منظمة الصحة العالمية تعتمد معايير صارمة للمصادقة على أي لقاح جديد.
يذكر أن عدد الإصابات بكوفيد 19 في بلدنا اقترب من 800 ألف حالة، لأسباب منها تراخي المواطنين وعدم تقيدهم بالتدابير الاحترازية، إضافة إلى عزوف البعض منهم عن عملية التطعيم بسبب أعذار ومخاوف تكاد تبدو غير منطقية، مثل أن اللقاح نفسه يؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا، والقلق من أعراض جانبية مفترضة قد تظهر بعد التلقيح، هناك أيضا من يدعي عدم الحاجة للقاح بعد الإصابة الأولى بكورونا لأنها هي نفسها تكسب المصاب مناعة ضدها، دون إغفال السبب -الغريب- الآخر الذي ذكره البروفيسور عن تصديق البعض لخرافة زرع شريحة إلكترونية في جسد المصاب.