بموازاة مع توالي تحذيرات وزارة الصحة والخبراء من تفاقم الوضع الوبائي ببلادنا، عادت الحملات التحسيسية ونقط المراقبة لتنشط بعدد من المدن المغربية، وعادت عناصر السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني ليجوبوا مجموعة من شوارع المدن المغربية وأزقتها بعد ارتفاع المؤشرات الوبائية طيلة الأسبوع المنصرم. ويرى خبراء، أن تسلسل سلالات الفيروس التاجي ابتداء ب"سلالة ووهان" مرور ب"ألفا" ووصولا إلى "دلتا"، يهدد الوضع الوبائي في بلادنا والعالم، نظراً لما تتميز به هذه المتحورات من خاصيات منها بالنسبة ل"دلتا" مثلا سرعة التفشي التي تتراوح ما بين 60 إلى 70 في المائة أكثر من سابقاتها، مما يعني وصول هذا المتحور إلى الأشخاص في وضعية هشاشة صحية، وإصابة أعداد أكبر من المواطنين، وبالتالي الرجوع إلى مقاربة الإجراءات المشددة من أجل التصدي له. وقد تزايدت مخاوف المنظومة من انتكاسة وبائية بسبب ظهور بؤر لسلالة "دلتا"، في مدينتي الدارالبيضاء والقنيطرة، بل إنها ستصبح سائدة في المغرب خلال أسابيع على غرار باقي دول العالم. وهو ما يتطلب حسب مراقبين، الاستباق وتوخي الحذر لتجنب الوقوع في ما لا تحمد عقباه. وحذر الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، من مغبة تراخي المواطنين في الالتزام بالتدابير الاحترازية التي تفرضها الدولة من أجل التصدي لانتشار فيروس كورونا، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن معدل الإصابات الذي تضاعف خلال الأسبوع الفارط مثير للقلق. واستشهد الباحث، بما حدث في دول مجاورة وأخرى في القارات الخمس، حيث فرض المتحور الهندي عليها العودة إلى الإجراءات المشددة، مشيرا إلى الحركية التي تعرفها المملكة خلال فصل الصيف وعودة مغاربة العالم واقتراب عيد الأضحى والانتخابات والدخول المدرسي وغيرها من المواعيد التي تؤهل الوضع الوبائي ببلادنا للتعقيد. واعتبر حمضي، أن مقدم عيد الأضحى لا يمنع من اتخاذ إجراءات صارمة لحماية المواطنين، خاصة أن بلادنا تحت قيادة جلالة الملك قامت بمجهودات جبارة في حربها على الفيروس التاجي لا يجب تضييعها والعودة إلى نقطة الصفر بسبب ثلاثة أسابيع من التخفيف. وأكد المتحدث، على أن الهدف من تخفيف القيود هو عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى طبيعتها بالتدريج، وتمكين المواطنين من ممارسة أعمالهم وفتح المساجد وغيرها، ولكن ذلك في ظل احترام شروط الحماية من سارس كوف-2. ودعا الطبيب ذاته، المواطنين الذين يتوفر فيهم شرط السن، إلى المسارعة بتلقي اللقاح لأن العالم والمغرب سيشهدان ارتفاعا خلال الفترة المقبلة لعدد الإصابات، واللقاح من شأنه تجنيبنا الحالات الحرجة والوفيات والإغلاقات.